بين أقضية صور وبنت جبيل وإقليم التفاح ختمت إسرائيل محضر “الميكانيزم” بعدوان “رباعي” وافتتحت جولة جديدة من التصعيد باستهداف بلدات محرونة والمجادل وبرعشيت وجباع وثبتت بالنار أن ما بعد تطعيم اللجنة بمدنيين من الجانبين اللبناني والإسرائيلي كما قبله وأن التفاوض بالحربي والمسير لا يزال فصلا قائما.
العدوان الإسرائيلي على بيوت تعادل أرواح أصحابها تزامن مع تقديم قيادة الجيش تقريرها الثالث المرتبط بالتقدم الميداني نحو التطبيق الكامل لحصر السلاح جنوب الليطاني أمام مجلس الوزراء في بعبدا.
وعلى الطاولة جرى استصدار بطاقة تعريف لمهمة السفير سيمون كرم وتتمحور حول الثوابت اللبنانية بإعادة الأسرى والانسحاب من الأراضي المحتلة وتصحيح النقاط على الخط الأزرق وعليها أكد رئيس الجمهورية في افتتاح الجلسة أن لبنان لم يدخل لا في التطبيع ولا في عقد اتفاقية سلام مسبوقا.
بملخص عن نتائج الاجتماع الأول وضعه كرم بعهدة رئيس الحكومة نواف سلام خلال لقائهما في السرايا مع تأكيد رئيس الحكومة أن ترؤس السفير كرم الوفد اللبناني يشكل خطوة مهمة في دفع عمل الميكانيزم.
وفي المواقف المرحبة لفت الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى أن في السياسة طرقا عديدة في المقاربة والتفاوض أمر مشروع واختيار السفير سيمون كرم يشكل نقلة نوعية في مرحلة من أدق الظروف التي يمر فيها لبنان في استعادة السيادة.
في الداخل وفي الجنوب المحتل وبانتظار الموقف الرسمي لحزب الله غدا فإن ملامح الرد موثقة في الكتاب الذي وجهه سابقا إلى الرؤساء الثلاثة, وفي المعلومات أن الحزب يطالب بضمانات ولا يمانع التفاوض غير المباشر ولكن على قاعدة عدم تقديم الأمور لإسرائيل بالمجان.
في حين أنه وبتأكيد مقررات مجلس الوزراء اليوم اتخذ القرار بتعيين مدني في اللجنة بالتشاور وتحديدا مع عين التينة توأم حارة حريك كما نقل وزير الإعلام عن رئيس الجمهورية خلال الجلسة قوله إن لا تنازل عن سيادة لبنان وعندما نصل إلى إتفاق مع “إسرائيل” سيظهر ما إذا كان هنالك من تنازل وعندئذ سنتحمل المسؤولية, أما قبل ذلك فلا يجوز الحكم على النيات وليس هنالك من خيار آخر سوى التفاوض.
والمطلوب من المجتمع الدولي وأميركا الطلب من إسرائيل التعاطي بجدية وإيجابية لإنجاح المشاورات.وفي أول تعليق رسمي له وصف السفير الأميركي في بيروت ميشال عيسى قرار لبنان وإسرائيل بفتح قناة حوار في هذه اللحظة الحساسة بالشجاع وبالرغبة الصادقة في السعي نحو حلول سلمية مبنية على حسن النية, مؤكدا التزام الولايات المتحدة بدعم الجهود التي تعزز السلام والاستقرار والأمن.
في حين وجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رسالة خطية إلى نظيره اللبناني يوسف رجي دعاه فيها لزيارة طهران وإجراء محادثات بشأن تطوير العلاقات الثنائية إضافة إلى بحث التطورات الإقليمية والدولية فهل نرى لبنان في طهران وليس على أرض محايدة؟