رغم كل المبادرات والخطوات والإجراءات التي يتبناها لبنان في محاولة لسحب الذرائع من أجندات العدو الاسرائيلي يَمضي الأخير في ممارساته واعتداءاته وآخرها استهدافات في الضهيرة والخيام والعديسة لشلِّ أي نشاط في القرى الحدودية ناهيك عن الاعتداءات في عمق الجنوب وحتى خارج جنوب الليطاني على غرار ما حصل يوم الخميس.
واللافت ان التصعيد الاسرائيلي يجري على شكل رسائل نارية لا تقيم وزناً لأي شيء ولا تراعي وجود مبعوثين ووفود في لبنان حتى ولو كانوا أعضاء في مجلس الأمن الدولي ضمن وفدٍ جامع.
واذا كان العدو يعتمد سياسة التفاوض تحت النار فإن الرد على ذلك جاء من الرئيس نبيه بري الذي اكد للوفد ان هذا الأمر لا يجوز وغيرُ مقبول وشدد – كما فعل الرئيس جوزف عون أيضاً – على ان الاستقرار يمر عبر الزام اسرائيل بوقف انتهاكاتها اليومية وحربها الأحادية على لبنان وانسحابها من الأراضي المحتلة….
وهنا تبرز ضرورة تدخل القوى الدولية المؤثرة للجم العدوان والزام اسرائيل باحترام القرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية والركون إلى عمل الميكانيزم على الأقل.
هذه الثوابت شدد عليها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الذي اشار الى ان لبنان ملتزم تماماً بتنفيذ هذا الاتفاق وقال اننا نتحرك مع الاطراف المعنية ولاسيما الجانب الأميركي لخفض التصعيد والتركيز على المسار الدبلوماسي.
حتى توم براك نفسهُ شدد على هذا المسار عندما قال انه لا يمكن للجيش اللبناني ان ينزع سلاح شريحةٍ من الشعب اللبناني بالقوة مؤكداً في الوقت نفسه ان اسرائيل لن تتمكن من تحقيق أهدافها بمحاولة سحق حزب الله عسكرياً.
لكن براك حذر من احتمال عودة الحرب داعياً الى مفاوضات مباشرة بين لبنان واسرائيل واعتبر مرة أخرى ان لبنان دولة فاشلة قائلاً إن اللبنانيين يكرهونني عندما يسمعون هذا الكلام.
وفي كلامٍ مناقض وعد امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بحزمة جديدة من مشاريع الدعم المخصصة للبنان ستعلَن قريباً من دون ان يعطي المزيد من التفاصيل.