لا وجود موفدين أجانب في بيروت تقيم له اسرائيل وزنا ولا دعوة الرئيس الأميركي بنيامين نتنياهو الى الانتقال من الخيارات العسكرية الى المسارات الدبلوماسية تلقى آذانا مصغية في تل أبيب ولا مبادرات وإجراءات لبنان لسحب فتائل التوترات والذرائع تقابل بمثلها. وفي ترجمة ميدانية للموقف الاسرائيلي المتعنت شن الطيران الحربي المعادي تحت جنح الظلام غارات عنيفة في جنوب الليطاني وشماله على حد سواء. واستهدفت الغارات مناطق بين النبطية واقليم التفاح زعم جيش الاحتلال أن فيها منشآت عسكرية وحذر من انه سيواصل العمل لإزالة اي تهديد لإسرائيل على حد تعبيره.
وكما التصعيد في الميدان كذلك في الاعلام والسياسة اذ ذكرت وسائل إعلام عبرية ان التقديرات في تل أبيب تشير إلى إمكان تحرك الجيش الاسرائيلي بعد تحسن الأحوال الجوية وانقضاء أعياد الميلاد ورأس السنة لاستكمال عملية نزع سلاح “حزب الله” على حد تعبيرها.
ولم تتوقف التهديدات عند حدود لبنان إذ اكدت المصادر العبرية نفسها أن جولة جديدة من المواجهة مع طهران مسألة وقت في ظل استمرار التسلح الإيراني. الغارات والتهديدات الاسرائيلية بلغت بلا شك مسامع الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الموجود في لبنان. وفي اليوم الثاني لزيارته كانت محطته الرئيسية في عين التينة حيث عقد مع رئيس مجلس النواب نبيه بري اجتماعا وصفه السفير الفرنسي بأنه جيد جدا. وفي نهاية هذا اليوم عشاء سياسي للسفارة الفرنسية في قصر الصنوبر يشارك فيه لودريان وحشد من السياسيين اللبنانيين.
وسواء في اللقاءات او على هامش العشاء تتمحور النقاشات حول عناوين عدة أبرزها اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تتفلت منه اسرائيل ومسألة حصرية السلاح ودعم الجيش اللبناني الذي سيعقد على نيته مؤتمر في الرياض العام المقبل. وتحضيرا لهذا المؤتمر تستضيف باريس في الثامن عشر من الشهر الحالي اجتماعا فرنسيا – سعوديا – اميركيا – لبنانيا”.
وعلى مستوى الحراك الرسمي اللبناني حط رئيس الجمهورية جوزف عون في سلطنة عمان في محاولة لتأمين مظلة أمان للقرارات اللبنانية بشأن درء العدوان الاسرائيلي. وتكمن أهمية هذه الزيارة في كون السلطنة تلعب دور الوسيط الهادئ في نزاعات إقليمية عدة وتمثل نقطة تقاطع بين واشنطن وطهران وعواصم الخليج”.