اد تحرك النازحين السوريين على الاراضي اللبنانية في الذكرى السنوية الاولى لسقوط نظام الرئيس بشار الاسد طرح الاسئلة الوجودية الكبرى التي تمس صميم الكيان اللبناني وهوية شعبه، الى جانب التساؤلات الامنية حول الحاضر والمستقبل. فالرقعة الواسعة للتحركات، التي ترافقت مع احتكاكات اتخذت ابعادا تحريضية طائفية ومذهبية، على وقع شعارات الاستفزاز، جددت وضع السلطة اللبنانية امام مسؤولياتها في ملف النزوح، الذي يبدو مؤجلا بنظرها، في انتظار تطورات اقليمية ودولية مجهولة. فإذا كان الحكم السوري تبدل، والحرب توقفت، والعقوبات رفعت، والرئيس السوري يستقبل في الأمم المتحدة والبيت الابيض، فما هي ذريعة ابقاء مليوني نازح سوري تقريبا على الاراضي اللبنانية؟ وأليس القلق اللبناني مشروعا مما يخطط، في ضوء الاحاديث المكررة عن بلاد الشام وضم لبنان الى سوريا، ولو بمعان مختلفة؟.
وفي الموازاة، الاسئلة الوجودية يطرحها يوميا جزء كبير من الشعب اللبناني، المستهدف يوميا بالغارات الاسرائيلية من جهة، وبالغارات الكلامية الداخلية من جهة أخرى، من أفرقاء يعيشون سياسيا من التحريض على الشركاء في الوطن، كما على ابناء المجتمع الواحد.
فماذا يعني مثلا ان ينبري مسؤول اعلامي في احد الاحزاب الى اطلاق الكلام المستفز على مدار الساعة، في موازاة كلام رئيسه عن قطع الرؤوس؟ هل هو مرض نفسي ام عقدة دفينة ام حاجة دائمة الى اثبات ذات المرؤوس امام الرئيس؟.
في كل الاحوال، إناء الحقد ينضح بما فيه. والأجدى استلهام الخطاب الوطني من كلام البابا لاوون الرابع عشر خلال زيارته التاريخية للبنان، لا اعتماد الكلمات والعبارات المناقضة له، التي ترتد على اصحابها تذكيرا بصورتهم البشعة، وماضيهم القبيح وخياراتهم السياسية الكبرى الفاشلة، كما وعودهم اليومية المضحكة، ومنها على سبيل المثال وعد الكهرباء في ستة اشهر فقط بناء على دراسات معمقة من مسؤول سياسي يثبت يوميا أنه غير حكيم”.