صدفة منسقة أم ميعاد مسبق المهم الجوهر في زيارة السفير الأميركي ميشال عيسى الثانية خلال أربع وعشرين ساعة إلى عين التينة حيث الخط سالك وآمن بينها وبين عوكر فما الذي جرى في الساعات الفاصلة بين اللقاءين؟
وخصوصا أن “الأخ الأكبر” يشكل صلة الوصل مع حارة حريك في تعريف اللقاء أن التواصل المباشر بين الإدارة الأميركية عبر سفيرها وعين التينة يهدف إلى تصحيح الأجواء “المغلوطة” و”تقليم أظافر الوشاة”.
أما في الكواليس فتحوم الشبهات حول ما يمكن أن يكون الرئيس نبيه بري قد حمله “بالواسطة” من حارة حريك وسلم أجواءه إلى الطرف الأميركي الزيارة اللافتة قابلها فك “اللغز” حول عدم التقاء الثنائي نبيه بري وسيمون كرم حتى تاريخه.
وبحسب مصادر سياسية متابعة فإن بري معني بالأفعال لا بالأسماء وهو مهد الطريق وترك جدول مواعيده مفتوحا أمام كرم في حال طلب اللقاء.
وفي المشهد السياسي التصاعدي فإن “أجندة” لبنان ازدحمت باستحقاقات ما قبل نهاية العام حيث تشهد الأيام القليلة المقبلة زيارة رئيس الحكومة المصرية إلى لبنان بناء على دعوة مسبقة من نظيره اللبناني, وتأتي الزيارة متممة للجهود المصرية التي بدأت مع رئيس الاستخبارات تلاه وزير الخارجية لتجنيب لبنان خطر التصعيد والتوصل إلى صيغة للحل, يلي الزيارة الاجتماع الثاني للميكانيزم في التاسع عشر من الشهر الجاري.
وإن بقيت وقائع الاجتماع الأول بعد رفدها بعنصر مدني على حالها وسط تعنت الجانب الإسرائيلي وإمساكه بورقة التصعيد وتاريخ التاسع عشر مرتبط عضويا بموعد التاسع والعشرين منه.
واللقاء المرتقب في واشنطن بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو, وما إذا كان ترامب سيوسع الهامش أمام نتنياهو على الأرض اللبنانية أم سيرفع بوجهه البطاقة الحمراء انطلاقا من طرحه للسلام في الشرق الأوسط.
وإلى حينه يبرز لقاء باريس المقبل بين الثلاثي السعودي الفرنسي الأميركي والذي من الممكن أن يطعم بلبناني من رتبة قائد الجيش وفي استعادة الديناميكية الثلاثية سيتصدر عنوان دعم الجيش لتمكينه من إتمام مهمته في حصر السلاح.
بعد تسجيل نقاط إيجابية فرنسية لمستها جولة الموفد جان إيف لودريان عن تقدم كبير جنوب ضفة الليطاني وإلى حين تصريف هذه الأعمال فإن الرئيس نبيه بري وأمام وفد نقابة الصحافة وضع بعض الأمور في نصابها.
ومن موقعه رفض رفضا قاطعا مخاطبة اللبنانيين بلغة التهديد خاصة تلك الصادرة عن الدبلوماسيين, واصفا ما قاله السفير توم براك عن ضم لبنان إلى سوريا “بالغلطة الكبيرة وغير المقبولة على الإطلاق.
وعن التفاوض أكد بري المسلمات اللبنانية متحدثا عن نسبة التسعين في المئة التي أنجزها الجيش اللبناني على أن يكمل ما تبقى من خطته مع نهاية العام وعن “أم المعارك”.
على جبهة الانتخابات النيابية أكد بري المؤكد من حيث أنها لن تجري إلا وفق القانون النافذ مع تسجيل انفتاحه على أي صيغة تفضي إلى توافق “وإلغاء ما في” “وتأجيل ما في” ولتطبيق الطائف تعالوا إلى “كلمة سواء”.