عتمة تلف البلاد، سببها المباشر انعدام الفيول، وحقيقتها انعدام المسؤولية لدى سلطة ومتسلطين فيها يتلهون بعراضات وبطولات وهمية، ويفشلون بحقيقة مهام وزاراتهم الاساسية.
وزارة الطاقة نموذج عما يريد ان يقنعنا به رئيس الوزراء عند كل موقف او استصراح، عن نجاح الحكومة وانجازاتها على خطوط السيادة والاصلاح.
عتمة تعم البلاد بفعل خطة وزارة الطاقة التي نسيت نفاد الفيول الذي بالمناسبة لا فضل لها على الاطلاق بتأمين خطوط امداده التي كسبتها من الحكومات السابقة، فيما يقف اللبنانيون على سوابق وعود حزب القوات الذي بشرهم بتأمين الكهرباء 2424 خلال بضعة اشهر من تسلمه الوزارة.
فنسي تأمين الطاقة لخطوط التوتر العالي الكهربائي، مستنفدا كل طاقاته على خطوط التوتر العالي السياسية التي يجيد اللعب بها الى حد احتكاكها واشعال البلاد.
والشعلة الاخرى التي يقدمها حزب القوات نموذجا هو وزير الخارجية الخارج عن كل صفة دبلوماسية او اتزان سياسي، متعاملا مع الدبلوماسية اللبنانية كغنيمة قواتية، مرتجلا المواقف والتصريحات من دون مراعاة مصلحة البلاد، حتى لم يعد يحتمل سلوكه رئيسا الجمهورية والحكومة وان اخفيا انتقادهما الحاد له عن الاعلام.
والمعلوم ان العتمة التي تصيب البلاد بشقيها السياسي والكهربائي تحت اعين الاميركي – المسبب الاول للازمتين والمانع الاساس لحلهما، والدليل ما تحمله وفوده الكثيرة القادمة الى لبنان، التي تستبيح المشهد السياسي والعنوان السيادي اللبناني بالتهويل والتهديد.
“ما حدا يهدد اللبنانيين” قالها الرئيس نبيه بري امام نقابة الصحافة ردا على كل تلك الجوقات لا سيما كلام توم براك. وعن الانتخابات النيابية كلام صريح بانه لا الغاء ولا تأجيل، داعيا الى تطبيق ما ينص عليه اتفاق الطائف في هذا الشأن.
في شأن السقطة الحكومية التفاوضية، موقف لكتلة الوفاء للمقاومة اعتبر ان الفرصة ما زالت متاحة بيد الدولة لفرملة تنازلاتها المجانية المتسارعة امام العدو من خلال اشتراط التزامه باتفاق وقف اطلاق النار اولا، مذكرة الحكومة من جهة اخرى بمسؤولياتها امام اللغة التصالحية لبعض السياسيين والاعلاميين اللبنانيين مع العدو الصهيوني.