“ثمة دول ترغب في التدخل والتعامل مع حزب الله في لبنان، وأقول لها: لستم مضطرين الى فعل ذلك الان”. هذا ما قاله الرئيس الاميركي دونالد ترامب للصحافيين خلال دردشة في البيت الابيض، وهو الكلام الاكثر خطورة لترامب عن لبنان، وان كان يحتمل التفسير والتأويل.
فترامب في ما قاله يحمل الجزرة في يد والعصا الغليظة في اليد الاخرى. انه يوجه تهديدا غير مباشر لحزب الله، ويؤكد ان المرحلة هي للتنبيهات والتحذيرات وحتى للتهديدات.
فاذا فشلت هذه الوسائل كلها يمكن عندها اعتماد الوسائل العسكرية. ولكن السؤال يبقى: بأي دول يهدد ترامب، اضافة طبعا الى اسرائيل؟
إنه السؤال اللغز الذي يحتمل اكثر من اجابة!
والموقف الرئاسي الاميركي يتلاقى، الى حد بعيد، مع موقف فرنسي وآخر لبناني. ففرنسا متخوفة ، وفق مصادر فرنسية مطلعة، من تصعيد اسرائيلي كبير في الجنوب.
فيما اكد وزير الخارجية يوسف رجي ان لبنان وصلته تحذيرات من جهات عربية ودولية ان اسرائيل تحضر لعملية عسكرية واسعة النطاق ضد لبنان، مشيرا الى ان الديبلوماسية اللبنانية تكثف اتصالاتها لتحييد لبنان ومرافقه عن اي ضربة اسرائيلية.
كلها معطيات ومواقف تنبىء ان فترة السماح المعطاة لحزب الله لن تطول، وان الحزب امام استحقاق داهم ومصيري، فاما ان يسلم سلاحه واما يعرض نفسه ولبنان من جديد لحرب مدمرة. البداية من سقوط قسم من تمويل حزب الله تحت وطأة الانزال الاميركي في فنزويلا… فكيف اطاحت سفينة واحدة بشبكة الحزب في الكاريبي؟

