حركة بلا بركة نشطت قبل دخول البلاد مدار الأعياد وبين مجيء العاشق وذهاب المشتاق صفر حلول اللهم إلا زيادة في منسوب الضغط والتهويل من كل الأطراف على الطرف الأضعف لبنان.
وقبل أن تحمل لنا الرياح الدبلوماسية الوافد المصري في الأيام القليلة المقبلة بعد وداع الموفد الفرنسي التقط المرصد اللبناني إشارة حمالة أوجه من البيت الأبيض بثها الرئيس دونالد ترامب ورفع فيها سقف الضغط إلى مستوى رغبة وتطوع بعض الدول في التدخل والتعامل مع حزب الله على اعتبار أن ملف الحزب خرج من الشأن المحلي إلى دائرة المعادلة الإقليمية الواسعة.
وفي دردشته مع صحافيي المكتب البيضاوي توجه إلى تلك الدول مجهولة باقي الهوية قائلا: لستم مضطرين إلى فعل ذلك قد تضطرون لاحقا إذا فشلت الترتيبات الحالية يبقى المعنى في قلب ترامب فيما إذا كان سيرسي السلام العظيم في الشرق الأوسط بحسب قوله بالقوة أم بفرملة الاندفاعة الإسرائيلية نحو مزيد من التصعيد والذهاب نحو مبادرة شبيهة بما فعله في غزة.
وإلى أن تتضح الصورة في اللقاء المرتقب بينه وبين بنيامين نتنياهو آخر الشهر فإن المشهد المحلي دار حول نفسه وبمفعول رجعي عن المواقف الدبلوماسية الأخيرة للسفير توم براك حول ضم لبنان إلى سوريا, أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون أنها مرفوضة من اللبنانيين كافة.
وأمام وفد “إعلاميون من أجل الحرية” أشار عون إلى جهوزية لبنان لترسيم الحدود مع سوريا مع تعليق مزارع شبعا على المرحلة الأخيرة وعن وجود ورقة موقعة منه حول التزامه لحزب الله بموضوع الاستراتيجية الدفاعية أجاب رئيس الجمهورية: فلينشروها الآن إذا كانت موجودة”.
وتزامنا مع سياسة المهل وإشارات التحذير رسالة تخدير موضعي وجهها السفير المصري من قصر بعبدا بأن ليس أمامنا سوى العمل من أجل تجنيب لبنان أي تدهور وبأن الفترة القادمة ستحمل تطورا إيجابيا.
المحركات المصرية لم تتوقف عن العمل لكن نتائجها لا يمكن أن تصرف إلا في سوق “الضغط” على إسرائيل، الطرف المتفلت من كل الضوابط والاتفاقيات والالتزامات يقابلها على المقلب الآخر التقارب الإيراني الأميركي حيث مفتاح الحل والربط لملفات المنطقة وعلى رأسها لبنان.
وفي هذا المنحى وجد وزيرا الخارجية اللبناني والإيراني الأرض المحايدة على منصة “إكس” وبين الدعوات الافتراضية للزيارات والزيارات المضادة قال عباس عراقجي إن وزراء خارجية الدول التي تربطها علاقات دبلوماسية أخوية كاملة لا يحتاجون إلى مكان “محايد” للاجتماع في حين ربط يوسف رجي الانفتاح على الحوار بعدم تدخل إيران في الشؤون اللبنانية الداخلية, مضيفا أن على طهران أن توقف تمويل تنظيم غير شرعي في لبنان فهل تفتح عمان الطريق المسدود بين لبنان وطهران؟