Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الـجديد” المسائية ليوم الأحد 30/11/2025

حلتِ البركة على الأرض المباركة وقبل الأرض استقبل ماءُ السماء الآتي باسم السلام وَطِىءَ البابا أرضَ لبنان وقلما نرى الأمل يسير على قدمين لكننا ونحن نستقبله بكت القلوبُ فرحاً قبل العيون قبل ان يشق طريقه بين الجموع مشى الوطنُ إليه وعلى الخبز والمِلح اتحد البلد المسبيُ بالحرب والنزاع مع الكرسي الرسولي وفي حُلمِ اليقظة عاش اللبنانيون لحظات في وطنٍ يريدونه على صورة هذه اللحظات تركوا هوياتِهم “القاتلة” الطائفية والمذهبية والحزبية في بيوتهم انتظموا عفوياً ووقفوا وقفةَ رجلٍ على قلبٍ واحد لاستقبال الحبر الأعظم واحدٌ وعشرون طلقةً ترحيباً من بوابة العاصمة الجوية إلى برِها المطرز بالأعلام اللبنانية وأعلامِ الفاتيكان اصطفت الجموع و” يا هلا ومرحب” في الضاحية الجنوبية “عاصمةِ” الجُرحِ المفتوح حيث مر موكبُ البابا كمرورِ النسيم على أعتابِها وحيث العيون التي أحدثتها الصواريخُ في المباني صلّت ورمت السلام سقط الجنوب من جدول أعمال الزيارة لعلة ضيق الوقت من ضمن علل الأمن حيث لن يختبر الحبر الأعظم طريق الرسل على أرض البشارة ولن يمر من صوب قانا الجليل وأولى معجزات السيد المسيح وحيث الموت لا يزال أخضراً  بقي الجنوب خارج المشهد لكنه اليوم كان قِبلة الصلاة نفض غبار الحرب ولو مؤقتاً وعلى ضلوع الإسمنت المكسورة في كنائسه علق صور البابا وفوق الركام أقام له استقبالاً افتراضياً وأرسل له “حبة من ترابه”  وأحداً من المتقاتلين بحرب البيانات لم تستوقفه لحظة الفرح المنقوصة انتهى يوم الاستقبال الشعبي (بهياكل بعلبك) عند أدراج بعبدا بعرض فولكلوري تقدمته الدبكة البعلبكية ورقصة الخيول قبل أن يتقدم “فرسان” السياسة المشهد ويعقد البابا لاوون خلوات مع الرؤساء الثلاثة كل على حدة تلتها كلمةٌ لرئيس الجمهورية جوزاف عون حملّه فيها رسالة لكل العالم بأننا لن نموت ولن نرحل ولن نيأس ولن نستسلم بل سنظل هنا نستنشق الحرية مضمناً فيها إشارة إلى أن بقاء هذا اللبنان هو شرطٌ لقيام السلام والأمل والمصالحة بين أبناء إبراهيم كافة وفي كلمته الجوابية قرأ رأس الكنيسة الكاثوليكية وصاياه التي انتظرها وسمعها كل من حضر من رؤساء الكتل النيابية برز فيها وفد كتلة الوفاء للمقاومة  إلى رؤساء جمهورية وحكومة سابقين  باستثناء الرئيس نبيه بري وحده رئيساً لمجلس نواب لا شريك له إضافة إلى وزراء حاليين وسابقين وسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي وشخصيات روحية وإعلامية وأمامهم مجتمعين قال البابا إن ﺻمود اللبنانيين ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻤﯿزة ﻻ يمكن اﻻﺳﺘﻐﻨﺎء ﻋنها ﻟﻔﺎﻋﻠﻲ اﻟﺴﻼم اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﯿن وﻋﻤﻞ اﻟﺴﻼم ھو ﺑداﯾﺔ ﻣﺘﺠددة وﻣﺴﺘﻤرة وما لم تعالج الجراح ويتم العمل على شفاء الذاكرة وعلى التقارب فمن الصعب السير نحو السلام وأضاف أﻧﺘم اﻟذين ﺗﺤﻤﻠون اﻟﻤﺴؤوﻟﯿﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠفة، لكم ﺗطويبة ﺧﺎﺻﺔ إن اﺳﺘطعتم أن ﺗﻘدموا ھدف اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲءأنهى البابا يومه الأول بخبز من جبل لبنان وملح من شماله وتراب من الجنوب وطوبى لفاعلي السلام.