نفرجَت أزمةٌ في سوريا اشتَدَّت على لبنان والوسيطُ واحدٌ: توم برّاك باتفاقٍ أميركيٍّ إسرائيلي وبإعلانٍ سوري وَضَعتِ الحربُ الدموية في السويداء أوزارَها فوق رمالِ وقفِ إطلاق النار المتحركة وبلا جولاتٍ مكوكية وأقتراحاتٍ تُطيحُ باقتراحات ومراسَلاتٍ جوالة بأوراقٍ قيد الدرسِ والردّ اختَصر المبعوثُ الأميركي إلى سوريا توم براك المَسافاتِ بتغريدةٍ على مِنصة “إكس” أَعلن فيها التوصلَ إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار في السويداء بموافقةِ رئيسِ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيسِ السوري أحمد الشرع وبدعمٍ من الولايات المتحدة وأنَّ الاتفاقَ الجديد حَظِيَ بدعمِ تركيا والأردن ودولٍ مجاورة داعياً المُقتَتِلين إلى إلقاء السلاح والعملِ معَ الأقلياتِ الأخرى على بناءِ هُويةٍ سوريةٍ موحَّدة وبناءِ السلام مع جيرانِهم. وكقيمةٍ مضافة لمنشور “إكس” أُوكِلَ للرئيس السوري تِلاوةُ نصِّ الاتفاق والعزفُ المنفرد على طموحاتٍ انفصالية وشخصياتٍ لم يُسمِّها استَقوَتْ بالخارج وقادت جماعاتٍ مسلحةً مارستِ القتلَ والتنكيل ما أدى إلى اشتعالِ الموقفِ في السويداء. بأمرٍ أميركيٍّ مباشِر غَضَّت إسرائيل الطرْفَ عن وجود قوات الأمن النظامي في الجنوب السوري بعدما أقامتِ الحَدَّ على وجود من أَسمَتهم “جيشَ الجهاديين” عند حدودِها وانفَضَّت معاركُ السويداء عن اتفاقٍ قد يَصمُدُ أو يَهتزّ لكنَّ السؤالَ الذي يفرِضُ نفسَه على الواقع اللبناني لماذا لا تَنتهجُ الإدارةُ الأميركية الأسلوبَ عينَه مع لبنان؟ وتعطي الأمرَ لإسرائيل لتنفيذِ القرار الدولي 1701 ومضمونِه المَضمونِ من فرنسا والولايات المتحدة ولماذا الضغطُ فقط على لبنان الذي التزَم الاتفاقَ بحذافيره في حين لم يُسجَّلْ أيُّ إدانةٍ ولو بالإشارة للخروقاتِ الإسرائيليةِ اليومية وآخرُها في بلدتي الخيام ويحمر ولماذا لم تُرصَدْ أيُّ زيارةٍ للمبعوث الأميركي إلى تل أبيب للضغط على إسرائيل كما على لبنان؟ هذه الأسئلةُ تكتسبُ مشروعيتَها من الإطباقِ على أنفاسِ الدولةِ اللبنانية، والخوف من أن تؤديَ المماطلةُ بورقةٍ تِلوَ أخرى إلى تلزيم إسرائيل سحبَ السلاحِ بالقوة في موازاة الخَشية التي أبداها رئيسُ الحكومة نواف سلاف من تصعيدٍ إسرائيلي في لبنان تزامناً مع طرحِ الأمينِ العامِّ لحزبِ الله معادلةَ الخطَرِ الوجودي واشترط إزالةَ الخطرِ قبل الحديثِ عن حصرية السلاح واستراتيجيةِ الأمن الوطني رمى حزبُ الله ورقتَه الجديدة على مَسافة أيامٍ قليلة من عودة براك ويتحضَّرُ بحَسَبِ معلومات الجديد لسيناريو إسرائيليٍّ سيّىء وعلى الصورة السوداوية اتفاقُ إطارٍ داخلي بين مكوِّناتٍ سياسيةٍ ودينيةٍ لبنانية وعشائرَ عربيةٍ في لبنان دَرءاً لفتنةٍ بينهم وبين بني معروف معطوفاً على اتصالاتٍ بين شيخ عقل طائفة الدروز الموحدين سامي أبي المنى وقياداتٍ سياسيةٍ لبنانية ولقائه قائدَ الجيش ورئيسَ الأركان على أحداث سوريا وضمانِ الاستقرار الأمني الداخلي لينتقلَ الوفدُ العسكري لاحقاً إلى دارة رئيسِ الحكومة نواف سلام في قريطم قبل أن يتوجهَ سلام إلى الديمان للقاء البطريرك الراعي فيما تولى “فصيلُ” رؤساءِ الحكومات السابقين زيارةَ كليمنصو لرصِّ الصفوف والوقوفِ في وجه الفتنة سَواءً في سوريا أو لمنعِ امتدادِها إلى لبنان ومَنْ يحاولُ استيرادَها سيواجِهُ بالمرصاد جيشاً وقوىً أمنية.
مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت 19.7.25

