فوق المشهد الضبابي الذي يعم المنطقة، طار وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان الى طهران للقاء كبار القادة الايرانيين، حاملا رسالة من والده الملك سلمان الى الامام السيد علي الخامنئي ومكلفا بتعزيز العلاقات بين البلدين كما قال.
وفي البلد الذي ما سحب يد التعاون يوما مع جيرانه، سمع ابن سلمان ما تردده الجمهورية الاسلامية الايرانية على الدوام من ان اليد ممدودة لاحسن العلاقات، بل ان للبلدين مصلحة وقدرة على اعلى تعاون وتكامل، مع تاكيد الامام الخامنئي على ضرورة التغلب على الاعداء الذين لا يريدون للبلدين ان يعززا علاقتهما، وان تعاون الاشقاء وتبادل المساعدة افضل بكثير من الاعتماد على الآخرين.
هي آخر التطورات التي علت على سلم اولويات المنطقة، متأثرة بالمنطق الايجابي وفق مسار المفاوضات النووية التي تنتظر محطتها الثانية في روما السبت المقبل برعاية عمانية.
زيارات على اجنحة تلك المفاوضات ستتكثف خلال هذه الايام الى طهران، وليس منفصلا عنها زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية “رافايل غروسي” بلغة ايجابية للقاء المسؤولين الايرانيين.
بلغة الصداقة والتنسيق كانت رسالة الامام السيد علي الخامنئي الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حملها وزير الخارجية الايرانية عباس عرقجي الى موسكو، في توقيت يحمل الكثير من الاشارات في زمن اشتداد المفاوضات.
اما في البلد الذي يسابق اهله الوقت، الواقعون بين احتلال صهيوني يواصل عدوانه اليومي، واختلال بنيوي في تقدير بعض الداخل – كعادتهم – لواقع الحال في بلدنا ومنطقتنا، فان منطق الاستقواء لا يزال يتحكم بالبعض، فيما منطق قائد الجيش رودولف هيكل امام مجلس الوزراء رد على هؤلاء موضحا واقع تطبيق لبنان للقرار 1701 بتجاوب تام من المقاومة واهلها مع الجيش اللبناني، وان ما لم يطبق بعد من الاتفاق يعيقه الاحتلال الصهيوني كما قال. وكل اقوال تحريضية او عراضات من بعض ممثلي “الاحزاب الدونكيشوتية” تجاهلها مسار الجلسة.
ولكي لا يذهب مسار العلاقة العراقية اللبنانية الى تأزم مع تصريح الرئيس جوزاف عون حول الحشد الشعبي ، كانت مسارعة رئيس الجمهورية للاتصال برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مؤكدا على احسن العلاقات بين البلدين الشقيقين.

