لعب صهيوني بوحدة الدم والتراب السوري، وغارات ودخان كثيف فوق مقر الرئاسة والاركان السورية، وكل لقاءات التنسيق والبحث عن سلام موهوم او تطبيع مزعوم مع عدو غادر لا تردعه الا القوة.
غارات صهيونية كثيفة اشعلت النار من الجنوب السوري إلى ساحات دمشق ومقراتها، مستخدمة الدم السوري في السويداء وقودا لغاياتها.
نار تمددت بين ابناء الوطن الواحد لتحرق الكثير من روابط الوصل والوحدة بين المكونات السورية، بل امتدت تباينا بين ابناء الطائفة الواحدة حيث مواقف زعماء من الموحدين الدروز كالشيخ حكمت الهجري رفضت اعلان وزارة الداخلية السورية عن اتفاق لوقف اطلاق النار في السويداء اساسه استعانة الحكومة بضباط وعناصر من ابناء المنطقة لتولي المهام القيادية والتنفيذية للسلطة السورية فيها، وهو ما رفضه الشيخ الهجري الذي دعا الى استمرار القتال حتى الانسحاب الكامل لقوات الشرع من السويداء.
نار صهيونية أشعلت اسئلة كبيرة عن توقيت هذه الاضطرابات ومن سعرها؟
وحجم التدخل الصهيوني ووصوله الى القصر الرئاسي السوري؟
والتحفظ الأميركي بل الاستياء المزعوم من التصرف الاسرائيلي؟
وقبل ان يتضح اي من الاجوبة كان خبر اعلان حركة شاس الانسحاب من حكومة بنيامين نتنياهو وهز كرسي حكمه بقوة، والخبر الأقوى إعلان رئيس اركان جيش الاحتلال “إيال زامير” تحقيق أهداف ما يسمونها عملية عربات جدعون، وهو العنوان الذي اطلقوه على حربهم الاجرامية في غزة، في اشارة الى نية الجيش انهاء الحرب.
فالى اي نتيجة سينتهي هذا المشهد المعقد؟
ساعات قليلة وتتضح المسارات، ليبنى على الشيء مقتضاه.
في لبنان انقضت جولة مساءلة الحكومة في المجلس النيابي كما قبلها، مع انقلاب منطق البعض وفق خطورة التطورات.
وبالحرص على وحدة الوطن وسيادته الحقيقية وسلامة اهله بل مكانته الوجودية كان تأكيد من جملة نواب على ضرورة الا تضع الدولة العربة قبل الحصان، وان تذهب الى اولويات انسحاب العدو ووقف العدوان واعادة الاعمار، لا ان نسارع الى افتعال سجالات للتصويب على أوراق القوة اللبنانية في زمن تزداد الحاجة اليها مع تسارع التطورات.