بين مهمة بنيامين نتنياهو التاريخية والروحية كما اسماها لـ ”رؤية إسرائيل الكبرى” ومنها لبنان، ومهمة أمين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي لاريجاني لترسيخ التعاون واحترام سيادة لبنان ووحدته واستقراره الوطنيين، ما زال البعض يوطن نفسه انه قادر على تضييع بوصلة الوطن، او ان يصادق العدو ويعادي الصديق.
بكلام صادق وواضح، وفوق كل اوهام البعض وعنترياته، اكد الضيف الايراني الكبير من بيروت ان لبنان سيد قراره وان الجمهورية الاسلامية لا تتدخل في شؤونه ولا تقبل ان يتدخل بها احد، فهو لم يأت بخطة او ورقة الى لبنان كما فعل الاميركيون.
ولمن استحكم به حقده او اصابه العمى السياسي كان سؤال لاريجاني من عين التينة – والذي هو بالف جواب: من اعتدى على بلدكم ولا يزال؟
ومن تصدى لهذا العدو؟
اما النصيحة لعموم اللبنانيين فهي ان المقاومة رأس مالكم، وعليكم بالحيطة والحذر من العدو الصهيوني.
ومع احترام بلاده لأي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية بالتعاون والتنسيق مع كل المكونات في لبنان، راى الضيف الايراني ان حزب الله والحكومة اللبنانية يتمتعان بفهم دقيق للأمور، وانه يستبشر خيرا.
زيارة خير يسعى من خلالها الدبلوماسي الايراني المحنك الى تعطيل صواعق التفجير الخارجية والداخلية، وادخال لغة الحكمة والروية الى الساحة اللبنانية بعيدا عن كل المكائد الاميركية واعوانها وادواتها المحلية.
ومع وقته الضيق الذي جعل زيارته تقتصر على المسؤولين الكبار والاصدقاء وسيد شهداء الامة، كانت الاستقبالات الشعبية العفوية للضيف الايراني الكبير تجعل زيارته تثمر قبل ان تبدأ وتؤكد للجميع ان الطريق بين لبنان والجمهورية الاسلامية الايرانية عصية على قطاع الطرق من السياسيين الآنيين.
وعودة الى الخطر الدائم – وان حاول البعض تغطيته باوراق اميركية – اي العدو الصهيوني، فقد حضر رئيس اركانه الى اراض لبنانية محتلة مؤكدا استمرار احتلاله لها ومعلنا التصديق على خطة نتنياهو لاحتلال غزة. فهل سيحتل هذا التصريح مكانا في جدول اوليات المعنيين؟
=============================================

