غزة انتصرت بما يشبه الأسطورة.. هكذا راى الامام السيد علي الخامنئي صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الحية، وهكذا سيبنى على هذا الواقع وان حاول ان يكابر بعض العارفين بصعوبة حال الصهاينة المحبطين..
وللمشككين، فلهم كلام الاسرائيليين المحتلين، الذين علت اصواتهم من خلفية المعرفة العسكرية بان الاخفاق كبير والمسؤولية ليست على الجيش فحسب، وانما على الحكومة التي يجب ان تستقيل، فاستقالة هرتسي هاليفي غير كافية، كما قال المتحدث السابق باسم الجيش العبري رونين منليس، ويجب تشكيل لجنة تحقيق رسمية في كل مكان بالدولة، الى جانب تحقيقات الجيش – كما قال.
هو قول نموذج عن حال تشخيص الهزيمة لدى المحتلين، وما يزيده وضوحا المشهد المقابل من غزة الواقفة فوق الدمار الكبير وسيل الدم الغزير بعظيم الصبر والثبات، وايمان اهلها ومقاومتها بأن الغد الذي يريدون آت، وأن الصبر على الجراح سيجترح المعجزات. ففظاعة الجرائم الصهيونية والاميركية لم تستطع ان تمحو هزيمة السابع من اوكتوبر من نفوس وعقول عموم مستوطني الكيان، ولا ان تغير بعزيمة الفلسطينيين وثبات المجاهدين مهما جهدوا لتغيير الحال.
في الحال اللبنانية العين على الجنوب حيث الساعات ودقائقها دقيقة مع اقتراب انتهاء الستين يوما من مهلة وقف اطلاق النار، فيما العدوانية الصهيونية مستمرة تدميرا وتنكيلا بالقرى الجنوبية، والجيش اللبناني يتقدم الى بعض المناطق كما كفرشوبا اليوم، لكن ببطء يفرضه المحتل، واهل الجنوب ومعهم عموم اللبنانيين يعدون العدة والساعات للاحد الكبير، الذي سيكون له الكثير في تاريخ لبنان رغم عظيم وسمو التضحيات.
اما الاعين السياسية فعلى الحكومة التي تشتغل بدقة تراعي ظروف المرحلة والحاجة السريعة اليها.