المنطقة بين نارين، واحدة بفعل الطبيعة تلتهم مساحات من فلسطين المحتلة ولا تزال، وتزيد حماوة الارضية الصهيونية الممتعضة من اداء حكومة بنيامين نتنياهو السياسي والخدماتي والعسكري، ونار ثانية بفعل حكومة نتنياهو نفسها التي تحرق بها كل مفاهيم الانسانية وعناوين السيادة والعروبة من فلسطين الى لبنان، فسوريا التي لم يكتف الصهاينة بضربها بل بصب الزيت على نيرانها القومية والمذهبية المشتعلة اصلا بفعل المشاريع الصهيو -اميركية.
نار في القدس المحتلة اتت على مساحات زراعية وعمرانية كبيرة وهددت مواقع عسكرية وتجمعات لآليات الجيش، ما استدعى اعلان حالة طوارئ على مستوى الكيان. ونيران مذهبية في جرمانا السورية بين حكومة احمد الشرع وجماعاتها المسلحة من جهة والموحدين الدروز في سوريا من جهة اخرى، سرعان ما اقحمت حكومة نتنياهو نفسها فيها محذرة الشرع ومدعية دفاعها عن دروز سوريا، متناسية تاريخا طويلا من اضطهاد دروز الجولان المحتل وقصف اجزائه المحررة التي ادت على الدوام الى ارتقاء شهداء من بني معروف.
والمعروف ان الاستثمار الصهيوني هذا للنار السورية الخطيرة يسعر امتداداتها اللبنانية والفلسطينية، ما استدعى موقفا من المجلس المذهبي الدرزي في لبنان والنائب السابق وليد جنبلاط رافضا التدخل الصهيوني الذي يريد استخدام الدروز لتغذية الفتنة، مع دعوة الحكومة السورية ودروز سوريا الى التهدئة والحوار.
وعلى لهيب النار كان موقف تركي لرجب طيب اردوغان انه لن يسمح بفرض أمر واقع في سوريا وأنه سيرد بطرق مختلفة على أي محاولة لجر جارته إلى مستنقع جديد. اما الامة الغارقة في مستنقعها فلا موقف لها لا من النار السورية التي تتلاعب بها اسرائيل، ولا تلك التي تحرق بها اسرائيل اهل غزة ولبنان بوقود اميركي كامل.
وعلى مسمع الجنرال الاميركي “جاسبير جيفيرز” وخلفه برئاسة اللجنة الخماسية لمراقبة وقف اطلاق النار “الجنرال مايكل ليني” كان موقف الرؤساء الثلاثة في بيروت بأن التمادي الإسرائيلي بالعدوان على لبنان يصيب مسيرة تعافي الدولة إستقرارا وإصلاحا وسيادة، وان على الولايات المتحدة الامريكية العمل لإلزام “إسرائيل” بتنفيذ الإتفاق فورا، وتطبيق القرار 1701.