ليلة بالف ليلة وليلة قضاها الرئيس الاميركي دونالد ترامب في بلاد الحرمين الشريفين،والمشهد يلخص بامرين: اطلاق قطار ابراهام للتطبيع مع الكيان العبري من جديد، وسلة استثمارات اميركية سقارب في مجملها الالفي مليار دولار.
من الحب اللا متناهي للامير محمد بن سلمان الى روعة احمد الشرع وفرصه الجيدة للحكم ،فرمي فلسطين وقضيتها في مجاهل الايام، وتزوير التاريخ والحقائق في لبنان.
كانت خطابات دونالد ترامب الذي جمع له مجلس التعاون الخليجي، ولاقت مواقفه تصفيق الحضور الغائب عن كل قضايا الامة الا تعظيم الضيف الاميركي الذي اراد ايضا ان يسعدوه بالمضي في اتفاقات ابراهام للتطبيع كما قال، وقابلهم بغسل بزة احمد الشرع السياسية كما ارادوا وربما التوفير على خزينة واشنطن العشرة ملايين دولار التي كان قد وضعها مكافأة لاعتقال الشرع يوم كان يعمل باسم ابو محمد الجولاني.
والثمن نسيان الجولان وكل موقع سوريا الاستراتيجي، ليصبح الشرع رئيسا واعدا، وتصبح سوريا دولة تستحق رفع العقوبات الاميركية عنها بعد ان انهكتها لعقود. وما قيل في كواليس لقاءات الرياض افصح عنه البيت الابيض بوضوح: مطالب ترامب للشرع السير في التطبيع وطرد المقاومين الفلسطينيين..
اما تحريض ترامب على اللبنانيين بعد تزوير التاريخ وتحريف الحقائق، فالرد عليه بالوقائع من الحروب التي دمرت لبنان – اهلية او تكفيرية او صهيونية كانت ولا تزال، فكلها بامر او رعاية اميركا او بشراكتها الكاملة عبر القرار والسلاح كما هو حال الحرب الصهيونية المدمرة والمستمرة الى الآن. وحول من سرق لبنان ونهبه فليس اوضح من اكبر سرقات التاريخ التي نفذتها المصارف وحاكمها، العاملون بامرة الخزانة الاميركية وتوجيهها، الحائزون دروعها التكريمية واوسمتها على مدى عقود .
وفوق كل المشهد الممتد الذي اراد ترامب ومستقبلوه تغييب غزة عنه، ذكر صاروخ فلسطين اليمني الذي وصل مطار اللد في تل ابيب العالم كله ان قضية غزة عصية على النسيان، وان في الامة يمنيين هم اهل نخوة وعنفوان.

