أكثر من ثلاثة آلاف وثلاثمئة خرق نفذها العدو الصهيوني على عين ثنائية “الاصلاح والسيادة” اللتين هما اولوية الحكومة اللبنانية بحسب رئيسها، وجديد تلك الخروقات غارة على بلدة العباسية وقصف على كفرشوبا ورصاص مباشر استهدف مواطنين في بليدا نجوا باعجوبة. ألا يضيع هذا مشروع “الدولة الوطنية” التي قرر الرئيس نواف سلام استعادتها من دبي؟
ومنذ وقف العدوان الى اليوم، للحكومة أحادية القرار الذي ينشده الرئيس سلام، فماذا فعلت لحفظ السيادة وحقن دماء ابنائها الذين ارتقى منهم ما يقارب المئة والسبعين شهيدا وجرح ما يقارب أربعمئة منذ اعلان وقف اطلاق النار.
فالسيادة بمفهوم الاوطان لا تجزأ وكذلك الاستقرار، والبلد النازف لا تلتئم جراحه بالمواقف المرتجلة ولا بالاستقواء، وآلة الرئاسة سعة الصدر، وترك الانفعال.
وحتى تفعل الحكومة اللبنانية شيئا ازاء العدوانية الصهيونية، ولو بشكوى الى مجلس الامن، فان امن الجنوبيين وخصوصياتهم مباحة من قوات اليونيفل التي اجازت لنفسها ضم فريق من قناة ال”بي بي سي” البريطانية الى احدى وحداتها خلال مهمة عملية في الجنوب، دون اخذ ترخيص من الجيش اللبناني او اي من الجهات المعنية، فضلا عن مواصلة دخولها الاملاك الخاصة في غير بلدة وقرية دون مرافقة من الجيش اللبناني كما تقضي قواعد التنسيق المعتادة. فلماذا هذا الاستفزاز من القوات الدولية بدل عملها لردع العدوانية الصهيونية المتمادية، التي لم يسلم منها اكثر من مرة لا مراكز ولا جنود اليونيفل؟
في غزة فشلت مراكز توزيع المساعدات الاميركية كما فشل من قبل رصيفها العائم، مع علم واشنطن الا سبيل لوقف المجاعة وجريمة الحرب التي ترتكبها تل ابيب الا برفع الحصار ووقف اطلاق النار الذي وافقت حماس اليوم على خطة ويتكوف لتثبيته، فيما المعيق له حكومة بنيامين نتنياهو المحمية حتى الآن من الادارة الاميركية، رغم كل ادعاء الخلاف بينهما.
ولا يختلف احد ان العدوان الصهيوني المستمر على اليمن هو برعاية اميركية ايضا، وان ضرب المطار والمرافق الحيوية لن يثني اليمنيين عن واجب الاسناد كما جدد التأكيد اليوم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.