Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “المنار” المسائية ليوم الإثنين 28/7/2025

ودعنا ولا حاجة ليخبرنا عنه، فعند كل موقف وتحد واستحقاق له من البصمة ما يذكرنا به، عازفا على وتر اوجاع الوطن، وملحنا لدندنات آمال اهله، ومبدعا لصورة طالما اجترحها من بين ركام الافكار،وثائرا عابرا لكل المعالي والالقاب.
انه زياد عاصي الرحباني الذي ودعه لبنان اليوم بمأتم وطني يحكي قصة وطن حزين، بعد ان حاول وامه واباه وعموم عائلته ان يرمم صورة هذا الوطن في مخيلة محبيه.

ومن تحت العلم الذي احب – علم فلسطين – والقضية التي انتمى اليها كثائر عنيد، انتقل زياد من الحمرا الى بكفيا حيث الفراق الاخير، فدائما “بالآخر في آخر”، كما عزف زياد بفلسفة الفن والكلام الهادف العميق.

رحل زياد “مش كافر” كما غنى من عمق جرحه الطويل، لكن الجوع ما زال كافرا والفقر كافرا والذل كافرا، رحل وقد اجتمعت على امتنا كل تلك الاشياء الكافرة، وقلوب الكفرة الذين يجوعون اطفالنا ونساءنا وشيوخنا في غزة وفلسطين وعموم الاقطار العربية والاسلامية التي اريد لها الفقر قضاء والذل قدرا، وهو ما لن يقبل به رفاق السلاح والفكر والكلمة مع زياد وعموم الثابتين والمبدعين.

وان ابدع العدو الصهيوني ومعه الاميركي باساليب الاجرام والكذب والنفاق بفتات طحين وقطرات من الماء وسيل من التصريحات عن ادعاء فك الحصار، فان مشاهد المجوعين الذين يرتقون شهداء على اراضي القطاع ما زالت تطوق الجميع، اعداء ومفلسين ومحبين.

وعليه فانه لا شيء يسبق هذه القضية الاخلاقية الانسانية في عموم الامة والمنطقة والعالم، ولاجلها يجب ان تشحذ كل انواع الاسلحة الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية والشعبية وحتى العسكرية لوقف جريمة العصر التي وصفتها منظمة “بتسليم العبرية” بالابادة الجماعية التي يرتكبها الجيش العبري بحق الفلسطينيين بغزة.

عسى ان تستفيق المنظمات والشعوب والدول العربية فتنتصر لاطفال غزة الذين يبادون على عين التاريخ. وسيسجل التاريخ ان اليمنيين الاقحاح اهل النخوة والاخوة الحقة لا يعيرون حسابا لاي شيء وهم يساندون اخوتهم الفلسطينيين واعلنوا على الملأ رفع مراحل الاسناد الى رابعة مراحله، والوقت القريب على ما يقولون شهيد.