IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الاثنين 08\08\2022

هدأت عسكريا في غزة،  فهدأت النفوس في لبنان. ذاك أن العملية الإسرائيلية ضد قطاع غزة وحركة الجهاد الإسلامي لم تتمدد إلى الأراضي اللبنانية، كما توقع البعض، بعدما نجحت الوساطات العربية وغير العربية في لجم التصعيد الإسرائيلي. الهدوء العسكري والميداني رافقه شبه هدوء على الجبهة السياسية في لبنان ، فلا تصريحات وتصريحات مضادة، ولا سجالات، كأن جو عطلة نهاية الأسبوع مستمر، باعتبار أن غدا أيضا يوم تعطيل رسمي لمناسبة ذكرى عاشوراء.

نشاط سياسي واحد مميز خرق الرتابة : الإجتماع اللافت الذي عقده ستة عشر نائبا مستقلا وتغييريا في مجلس النواب، وذلك لتقريب وجهات النظر في ما بينهم. وفق المعلومات اللقاء كان إيجابيا للغاية، وبدا معظم النواب الحاضرين راغبين في مد جسور التعاون في ما بينهم لتشكيل جبهة معارضة تستطيع أن تتلاقى مع القوى المعارضة الأخرى، ولا سيما مع القوات اللبنانية والتقدمي الإشتراكي.

والمهم، أن الإجتماع سيكون أسبوعيا، وتحديدا كل ثلاثاء، بحيث ينتظر أن ينضم إليه عدد آخر من النواب المستقلين والتغييريين، ليرتفع العدد إلى اثنين وعشرين نائبا على أقل تقدير. فهل تستكمل العملية، لتشكل بداية التغيير المطلوب، خصوصا أن استحقاقات مصيرية كثيرة تنتظر لبنان في الفترة المقبلة، بدءا من الترسيم وصولا إلى الإستحقاق المفصلي : رئاسة الجمهورية؟

الأجواء تشير إلى أن ما حصل، على أهميته، مجرد  خطوة اولى ستتبعها خطوات، وخصوصا ان النواب المستقلين والتغييريين ادركوا  ألا مجال لتحقيق التغييرالمنشود، الا اذا تجمعوا في لقاء او في جبهة واحدة، لمواجهة المنظومة وفسادها.

من هنا المسؤولية الكبرى الملقاة على المترددين حتى الان عن  المشاركة في اللقاء ، والمقصود بالكلام  هنا النواب المستقلون و النواب  التغييريون الستة الذين لم يحضروا اللقاء.  فهل يعتقد هؤلاء ان  التغيير يمكن ان يتحقق بالخطب والشعارات فقط ، او بالعمل الجاد الرصين؟ وهل يعتقد هؤلاء ايضا ان العمل  الفردي  يحقق النتيجة المطلوبة في وجه منظومة متحدة، متضامنة، ضد الجميع وفي وجه الجميع؟

وعليه، الرأي العام ينتظر من التغييريين والمستقلين الذين لم يشاركوا في اللقاء ان  يكونوا في طليعة المشاركين بدءا من الاسبوع المقبل، لأن الناس لم ينتخبوهم الا لانهم يريدون تغيير الذهنية المتحكمة في الدولة، ولأن التغيير لا يمكن ان يتحقق الا بالعمل اليومي الجماعي الهادف والمدروس.

فهل يستجيب النواب المستقلون والتغييريون الممتنعون، ام  يفضلون عدم الانضمام الى اللقاء المعارض الموسع، فيتحولون من نواب تغييريين الى نواب تعطيليين،  ويشكلون  عقبة جديدة امام  الوصول الى دولة السيادة والعدالة والاصلاح؟