مشاكل الترسيم البحري تحل شيئا فشيئا ، فيما مشاكل الترسيم الرئاسي والحكومي تتعقد يوما بعد يوم. التصعيد السياسي الذي باشره رئيس الجمهورية امس من بعبدا ضد رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي استكمله رئيس التيار الوطني الحر اليوم من بكركي.
وما قاله الرئيس ميشال عون تلميحا، اعلنه النائب جبران باسيل تصريحا، حيث تحدث عن مخطط من ميقاتي يدعمه الرئيس بري هدفه وضع اليد على المقام الاول في الجمهورية اللبنانية، اي الرئاسة. باسيل لم يكتف بالتوصيف، بل حذر من ان التيار لا يمكن ان يقبل بان تتسلم حكومة فاقدة الشرعية الصلاحيات الرئاسية ضمن فراغ مفتوح، وانهى تصريحه قائلا : انتبهوا. فهل وصلت الامور حقا الى جدار مسدود؟ وهل التصعيد والتلويح بفوضى دستورية هما لجر ميقاتي الى التفاوض والوصول الى تسوية اللحظة الاخيرة، ام ان ما كتب قد كتب والفوضى الدستورية آتية لا ريب فيها؟
ثلاثة ايام تفصلنا عن الاستحقاقين الكبيرين المتلازمين ، فلننتظر رئاسيا، الوضع مشابه تماما للوضع الحكومي. التعثر سيد الموقف. والحوار الذي اعتقد الرئيس نبيه بري انه يشكل حلا للانتخابات الرئاسية المعلقة بدأ يتحول مشكلة. القوات اللبنانية اعلنت انها ستتجاوب مع دعوة بري شرط ان يدعو الاخير الى جلسة انتخاب الرئيس، فان كان هناك ما يجب التشاور حوله في اطار هذه الجلسة يتم التشاور. وهذا يعني ان القوات رفضت الدعوة الى الحوار وان باسلوب ايجابي مبطن.
أما التيار الوطني الحر فلن يشارك مبدئيا في الحوار انطلاقا من الموقف المبدئي الذي اعلنه الرئيس عون امس. وهذا يعني ان لبنان قد يكون بدءا من الثلثاء المقبل امام شغور رئاسي كامل وشبه فراغ حكومي. على صعيد الترسيم مع قبرص الامور تتطور بسرعة قياساة، اذ اعلنت مصادر قصر بعبدالل “ام تي في” ان التفاوض انتهى اليوم ولم يبق سوى تطبيقه خلال ايام وفق الاليات المتبعة. فهل سيتوصل لبنان الى حل اشكاليات الترسيم مع العدو والصديق، فيما يعجز عن ذلك مع الشقيقة الاقرب: سوريا؟.
