بعد اربع ساعات وخمس عشرة دقيقة من الان تنتهي رسميا ودستوريا الولاية الرئاسية لميشال عون. وابتداء من منتصف الليلة يبدأ العداد الرسمي للشغور الرئاسي بالعمل وبتسجيل الايام، وذلك وسط استنفار سياسي حاد. سبب الاستنفار ان الشغور الرئاسي يواكبه جدال حام وسجال حاد بين التيار الوطني الحر ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي حول الوضع الحكومي. وهو موضوع سيشكل محور الجلسة التي يعقدها مجلس النواب الخميس لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية الهادفة الى سحب التكليف من ميقاتي.
لكن الرسالة لن تكون اكثر من زوبعة في فنجان! اذ ان معظم النواب لن يسيروا في هذا الخيار. علما ان رئيس الجمهورية عندما كان لا يزال في بعبدا وجه رسالة مماثلة لسحب تكليف الرئيس سعد الحريري فلم ينجح. فهل ما لم يستطع الرئيس عون تحقيقه وهو في بعبدا، سيتمكن من تحقيقه بعدما اصبح رئيسا سابقا في الرابية؟
في المواقف، لفت الحديث الذي اطلقه رئيس الجمهورية في حديثه الى جريدة “الأنباء” الكويتية. أكثر ما لفت في الحديث نقطتان. الاولى قوله انه لا يمكن لحكومة تصريف الاعمال ان تقوم بالمهام المطلوبة منها في ظل الفراغ الرئاسي.
فلو افترضنا ان ما يقوله عون صحيح، فهل يعني هذا ترك البلد للفراغ الكامل الشامل ؟ اكثر من ذلك: ماذ فعل عون حقيقة لتشكيل حكومة مكتملة الصلاحية؟ لا شيء. بالتالي فانه يتحمل مسوؤلية كبيرة في ما آلت اليه الامور.
الامر الثاني اللافت في حديث عون قوله ان انتخاب رئيس للجمهورية بعيد المنال، لانه يحتاج الى توافق القوى السياسية المحلية. وهنا ايضا تقع المسؤولية الكبرى على الرئيس عون. فهو لم يبذل اي جهد لتحقيق التوافق بين القوى السياسية، بل كان جزءا اساسيا من المعارك المندلعة في البلد بدلا من ان يكون جزءا من الحل. فمتى يعرف الرئيس عون ان عجزه عن تحقيق أي انجاز سياسي حقيقي لم يكن لانهم ” ما خلوه”، بل لانه لم يعرف كيف يمارس دور الرئيس الحكم، ولأنه لم يرغب في ان يكون الحاكم العادل؟
