في الوقت المستقطع بين الفراغ المستمر وموعد انتخاب رئيس للجمهورية، ملفان بأبعاد مالية وسياسية برزا الى الواجهة: حاكمية مصرف لبنان وموازنة العام 2023.
فبينما كانت المؤشراتُ تنحو في اتجاه تسليمٍ وتسلّمٍ سلسين بين رياض سلامة ووسيم منصوري، حملت الساعاتُ الماضية إعادةَ تحريكٍ لملفِ التعيين من بوابةِ المعلومات عن جلسةٍ حكومية لهذا الغرض. وذلك بعد حديث صباحي لرئيس مجلس النواب “عن الضرورات التي تبيح المحظورات”، أي أن تصدرَ التعييناتُ عن حكومة تصريف الأعمال، وفي غياب رئيس الجمهورية. حديثُ بري الصباحي، تبعهُ بيانُ نوابِ الحاكم بعد الظهر، وقد طالبوا بتعيين حاكم، وإلاً فالاستقالة الجماعية، بحسب ما أعلن النائبُ الثالث للحاكم سليم شاهين لرويترز.
وفي هذا السياق، تشير المعلومات الى أن الطبخة وُضعت على نار الاتصالات السياسية. فاذا نجحت الظروفُ التمهيدية، يحددُ موعد ُالجلسة التي تتطلبُ موافقة َ ثلثي الوزراء لتمرير التعيين . فهل يشارك وزراء التيار الوطني الحر في مسألة تستغيبُ رئيسَ الجمهورية ويُفترض أن تكونَ مرتبطة به وبأدواتِ حكمِ عهده؟
فكيف سينتهي هذا المسار؟ وهل تُبدّلُ في اتجاهاتِه الزيارةُ المرتقبة للودريان في النصفِ الثاني من تموز، فيعود الملف الرئاسي ليتقدّم على ما عداه؟
مالياً أيضاً، أسئلة عدة ترافقُ الحديث عن الموازنة ، ومنها كيف ومتى تـُنجز في الحكومة؟ وكيف ستحال؟ ومن سيناقشها في مجلس النواب ليصادق عليها ؟ لاسيما في ضوء المواقف المعلنة من أكثر من تكتل نيابي ، برفض نقاش أي مشروع يحال من حكومة تصريف الأعمال. فكيف اذا كان الأمر يتعلـّق بموازنة تأتي في ظروف مالية ونقدية حساسة ، وفي غياب الرؤية المطلوبة والخطة الشاملة المفترضة والمطلوبة من صندوق النقد الدولي والدول المانحة؟
اما في الأمن ، فمناوشات حدودية محدودة في الزمان والمكان ، لم تخرج عن السيناريو المألوف في الآونة الأخيرة . إذ سقطت بضعة قذائف ، من دون أن يتبناها أحد ، من لبنان في اتجاه بؤر فارغة في اسرائيل ، قوبلت برد محدود من تل أبيب. وترافق ارتفاعُ الحرارة الحدودية مع اتصالات اجرتها قوات “اليونيفل” لمنع أي تصعيدٍ ، يقول مطّلعون إنه بات مستبعداً ، ما بعد اتفاق ترسيم الحدود البحرية.
أما على الحدودِ التي تنتظرُ الترسيم بين بشري وبقاعصفرين ، فالتحقيقاتُ مستمرة . وقد أحرز الجيش تقدمًا في شأنها ، واقتربت إحالة ُ الملف والموقوفين إلى القضاء ، وهو ما سيؤكده بيانٌ رسمي يُرتقبُ صدورُه في الساعات المقبلة.