لا عيد في عيد الجيش . فالدولة بلا رأس ، والقرار مفقود ، والسلطات ضائعة . وحده الجيش يعبىء الفراغ وخصوصا في ساحات الامن الفالت ، التي صنعتها السياسة وكرسها السياسيون . وآخر ساحة يناضل فيها الجيش : عين الحلوة ، حيث يرسم الجنود بأجساهم حاجزا لمنع تمدد نيران الاقتتال الى صيدا والجوار .
الواضح من تتبع سير المعارك انه ما من طرف قادر على الحسم العسكري . فالقوى متعادلة تقريبا ، كما ان الطبيعة الصعبة للمخيم تجعل الحسم امرا صعبا حتى لا نقول مستحيلا .
مع ذلك فان القوى الفلسطينية مصرة على الاستمرار في القتال ، والدليل على ذلك فشل كل الجهود التي بذلت حتى الآن لوقف اطلاق النار . الا يعني هذا ان الاقتتال في عين الحلوة ليس صراعا على النفوذ وتصفية حسابات داخل المخيم بل هو ابعد من ذلك بكثير ؟ انه انعكاس لصراع اقليمي قوي بين فريق ينادي بالمقاومة والممانعة وبين فريق يرغب في السلام والتوصل الى تسوية . فهل قدر لبنان ان يدفع الثمن دائما ، وان يبقى ساحة مفتوحة لصراعات اقليمية لا تنتهي ؟
ماليا، الدولار يحافظ على استقراره في اليوم الاول على تسلم وسيم منصوري مهام حاكمية مصرف لبنان. لكن يبدو ان ثمة اشكالية بالنسبة الى الاجازة للحكومة الاقتراض بالعملات الاجنبية من مصرف لبنان. فبعدما كان رئيس الحكومة موافقا على ارسال مشروع قانون بهذا الشان الى مجلس النواب، اذا به يتراجع اليوم متذرعا ظاهرا بضيق الوقت، فيما السبب الحقيقي قد يكون عدم قانونية قيام حكومة تصريف الاعمال بمثل هذا العمل. لذا سيستعاض عن مشروع القانون باقتراح قانون يقدمه النواب ، بحيث يتخذ مجلس النواب القرار الذي يراه مناسبا. فهل سيحقق النواب رغبة منصوري وزملائه نواب الحاكم المركزي فيغطون بقانون اقراض الحكومة؟ ، ام ان التوازنات البرلمانية لن تكون لمصلحة التسوية المطروحة فيسقط اقتراح القانون؟ وعندها ماذا سيكون موقف منصوري وزملائه؟ هل يسيرون على خطى رياض سلامة اي يتحملون كرة النار بصدورهم، ام يفضلون عندها الانكفاء وربما الاستقالة؟
مقدمة نشرة أخبار الـ“mtv” المسائية ليوم الثلثاء في 01/08/2023