23 آب 1982 – 23 آب 2023. قبل واحد واربعين عاما تماما انتُخب بشير الجميل رئيسا للجمهورية اللبنانية. يومَها اعتقد اللبنانيون ان زمن آلامهِم انتهى، وان عهدَ الخلاص بدأ. توهموا ان لبنان القوي سيعود، وان الجمهورية، المفتتة المقسمة، ستنتصرُ على المؤامرات الداخلية والخارجية وستقوم من رمادِها من جديد. لكن اليد السوداء اغتالت الحلمَ الابيض. استشهُد الشيخ بشير فاستشهُد معه حلمُ لبنان القوي، وها اللبنانيون بعد واحد واربعين عاما ما زالوا يتطلعون الى بشير آخر لأنهم ما زالوا يتوقون الى وطن قوي… ما زالوا يبحثون عن دولة لا عن دويلة.. ما زالوا يريدون جمهورية بقوة شرعية واحدة ، لا بقوى شرعية متعددة .. ما زالوا يريدون دولةَ الشفافية والنزاهة لا دولة الفاسدين المفسدين.. باختصار، ما زالوا يريدون الوطن – الحلم الذي اراده بشير لا الوطن – الكابوس الذي اوصلنا اليه اشباه زعماء، ومسؤولون باعوا كل شيء، وانتهوا بأن باعوا الوطن. في التفاصيل اليومية ” الروتين ” سيد الموقف.. الازمات تُرحل والحلول تؤجل. فالنائب العام الاستئافي في بيروت زياد ابو حيدر تنحى عن ملف التدقيق الجنائي رافضا تسلمَه والتحقيق مع حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، وذلك لوجود خصومة بينهما. على صعيد آخر ، اللغط حول تأجيل وزير الخارجية اللبناني لزيارتِه الى نيويورك انتهى ببيان توضيحي من وَزارة المال، اكدت فيه ان التأخير في كلفة التغطية ناتجٌ من إغفال وَزارة الخارجية لَحظ الاعتماد المتوجَب العمل على اعداده، كما انه ناتج من عدم متابعة المعاملات. فهل مسموح ان تكون الخارجية، وهي من الوَزرات الاهم في الدولة، في عهدة اشخاص يتأخرون عن اداء مهامهم؟ على اي حال مَهمة عبد الله بو حبيب في نيويورك لن تكون سهلة. فهو يريد ادخال تعديلات على صيغة العام الفائت المتعلقة بصلاحيات قوات اليونيفيل، والتي اثارت يومها استياء ثنائي امل – حزب الله. فهل يتمكن بو حبيب من تحقيق التعديلات التي يطلبها الثنائي؟ الارجح ان لا ، لأن ما كتب قد كتب.
