وفي اليوم الثاني لعملية طوفان الاقصى تأكد المؤكد. إسرائيل اعلنت الحرب رسميا، والكابينيت او مجلس الوزراء الامني وافق على على تدابير لتدمير القدرات العسكرية لحركتي حماس والجهاد الاسلامي. القراران غير مستغربين انطلاقا من الخسائر الاسرائيلية الكبيرة التي وقعت. فحتى الان أعلن عن سقوط 660 قتيلا اسرائيليا و100 اسير اضافة الى 2200 جريح. وهي ارقام لا يمكن لحكومة نتنياهو ان تتحملها على صعيد الرأي العام الا برد كبير مضاد. واللافت ان اسرائيل لم تستوعب حتى الان الضربة القاسية التي تلقتها. طوفان الاقصى الفلسطيني لا يزال اقوى من السيوف الحديدية الاسرائيلية. فالجيش الاسرائيلي لم يتمكن من استعادة الاراضي التي خسرها في غلاف غزة، ويواجه بمقاومة عنيفة من المقاومة الفلسطينية. وهذا يثبت ان الحرب لن تكون نزهة بالنسبة الى اسرائيل. فمقولة الجيش الذي لا يقهر سقطت، وطوفان الاقصى اكد ان الاستخبارات الاسرائيلية اما تعيش في استرخاء، او تعاني ثغرات كبيرة ، او الامرين معا. لذلك فان كل المعلومات تشير الى ان الحرب في غزة ستطول لاسابيع وربما لاشهر، وخصوصا انه يفترض بحماس التي وجهت الضربة الاولى ان تكون قد اعدت للمعركة جيدا، وان تكون تحسبت لردود الفعل الاسرائيلية.
واسرائيل لا تحارب على جبهة واحدة بل على عدة جبهات. ففي الاسكندرية وقع اليوم حادث اودى بحياة سائحين اسرائيليين، ما يؤكد ان الكراهية ضد الاسرائيليين تتعزز، حتى في البلدان التي طبعت علاقاتها مع اسرائيل. وفي لبنان المناوشات وعمليات القصف بدأت صباحا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، واستمر التوتر طوال النهار. في المواقف، اعلن رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين ان حزب الله ليس على الحياد وان تاريخه وبنادقه وصواريخه مع المقاومين في فلسطين. كذلك اكد رئيس الهيئة الشرعية في الحزب محمد يزبك انه اذا وصل الامر الى الخط الاحمر فان حزب الله سيكون الى جانب المقاومة في فلسطين. فهل يعني هذا ان فتح الجبهة اللبنانية حاصل حتما، ام ان كل ما يحصل من مناوشات ميدانية وتهديدات كلامية هو في اطار الحرب النفسية لا اكثر ولا اقل؟ الاجابة للايام المقبلة، علما ان الاشارات الايرانية والفلسطينية لا تطمئن. ذاك ان اتصالا هاتفيا جرى بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية والرئيس الايراني ابراهيم رئيسي . وفيما اعلن رئيسي دعمه حماس، أكد هنية ان عملية طوفان الاقصى بدأت من غزة وستمتد الى بقية الساحات لانها معركة الامة التي يجب ان ينخرط الجميع فيها. فهل لبنان المنهك اصلا لا يزال قادرا على تحمل نظرية وحدة الساحات؟
