في المبدأ، وإذا لم يحصل أمرٌ غيرُ محسوب، فإنَّ عقدة ثنائي أمل – حزبُ الله حُلّت. ويقضي الحلّ، الذي توصّل إليه رئيسُ الحكومة المكلّف نواف سلام بعد محادثاتٍ طويلة ومضنية، بإعطاء أربعِ حقائب للثنائيّ بما فيها الماليّة التي ستذهب للوزير والنائبِ السابق ياسين جابر. أما الشيعيُّ الخامس في التركيبة الحكومية فيسمّيه رئيسُ الحكومة ورئيسُ الجمهوريّة بالتشاور طبعاً مع الثنائي.
والظاهر أنّ القرعة وقعت على تامارا الزين، التي ستتولى مبدئيّاً حقيبةَ وزراةِ البيئة. حلُّ إشكاليّة الثنائي لا يعني أنّ الإشكاليّات التي تعترض ولادةَ الحكومة حُلّت كلُّها. فسلام يواجه إشكالياتٍ ليست قليلةً مع الحزبَين المسيحيين الأبرزين: القوات اللبنانيّة والتيارُ الوطنيّ الحر. فالقوات غيرُ راضيةٍ عن إعطائها وزارتي الطاقة والإتصالات، إضافة إلى وزارتين غيرِ أساسيّتين لم تُحدّدا نهائياً بعد، وهي تطالب بوزارة سياديّة، وتحديداً وزارة الخارجية. والظاهر أنّ القوات مصرّةٌ على موقفها هذا، وهي تربط مشاركتَها في الحكومة الأولى للعهد بتحقيق المطلب المذكور. فماذا سيفعل رئيسُ الحكومة المكلف؟ وهل هو قادرٌ على قول لا للقوات بعدما ماشى ثنائي أمل – حزبُ الله في معظم ما يريده؟ من جهة التيار الأمر أصعب. إذ إنّ التوزيع الأوليّ للحقائب أعطى التيار وزارتي السياحة والشباب والرياضة، وهو أمر لا يمكن لجبران باسيل أنّ يقبل به. وعليه فإنّ سؤالا يُطرح: هل نواف سلام مستعدٌ أن يشكّل حكومةً من دون الحزبَين المذكورين؟ الإجابة مؤجّلة مبدئيّاً إلى الأسبوع الطالع، علماً أنّ سلام يواصل مشاوراتِه واتصالاتِه سعياً إلى تأليف الحكومة في أسرع وقتٍ ممكن.