حزب الله خسر الحرب مع اسرائيل، وهو لن يكون في الحكومة، وعهد ترهيبه في لبنان والعالم انتهى… قنبلة ديبلوماسية من النوع الثقيل جدا فجرتها نائبة المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط في قصر بعبدا اليوم.
مورغان اورتاغيس، التي اختارت لبنان ليكون وجهتها الاولى بعد تعيينها في منصبها، اعلنت ايضا ان الولايات المتحدة الاميركية ممتنة لحليفتها اسرائيل لانها هزمت حزب الله. في المضمون انه كلام غير مسبوق في عالم الديبلوماسية لأنه… خال من الديبلوماسية رغم ان من قالته امرأة!
والكلام يؤكد ان اميركا في عهد ترامب ليست كأميركا في عهد جو بايدن، وربما ليست كأميركا في اي عهد آخر. اما في الشكل فخطورة الكلام انه قيل من منبر القصر الجمهوري. ومع ان كلام اورتاغيس استدعى اصدار بيان رسمي من بعبدا واثار بعض ردود الفعل، لكن ما قيل اليوم هو نفس الكلام الذي يتردد في بعض المحافل السياسية منذ فترة، ويشكل جزءا من خريطة طريق موضوعة للبنان من المجتمعين العربي والدولي.
فما تداعيات ما قيل على الواقع اللبناني، وخصوصا ان لبنان يعيش بدايات ازمة حكومية سببها الاساسي : ثنائي امل – حزب الله؟ وكيف سيتصرف الثنائي انطلاقا مما حصل مع رئيس مجلس النواب في بعبدا امس ومع تصريح المسؤولة الاميركية اليوم؟
لعل المشكلة الاساسية ان الثنائي المذكور لا يريد ان يصدق ان ما قبل حرب الاسناد ليس كما بعده. ولا يريد ان يصدق ان زمن هيمنته على القرار اللبناني انتهى. كما لا يريد ان يصدق ان تشكيل الحكومات لم يعد في يده وحده وانه اضحى على قدم المساواة مع سائر المكونات السياسية في البلد. والوضع السياسي المأزوم يترافق مع حدثين امنيين مترابطين.
فالغارات الاسرائيلية تكثفت في الجنوب، كما ان التوتر عاد على الضفة الحدودية الاخرى، اي في البقاع مع هيئة تحرير الشام. الا تشكل التطورات السياسية والامنية والديبلوماسية رسالة واضحة الى حزب الله ليعيد النظر في مواقفه وليعيد تقديم المصلحة اللبنانية على المصالح الايرانية والاحلام المتكسرة لمحور الممانعة؟
