لا يمكن للبنان أن يستمر بسلاحين وجيشين.
موقف صريح ولافت للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أطلقه من قصر بعبدا بعد اجتماعه بالرئيس جوزاف عون. الموقف البطريركي يتلاقى إلى حد بعيد مع ما ستقوله المبعوثة الأميركية مورغن اورتيغاس للمسؤولين اللبنانيين في زيارتها المرتقبة للبنان.
فأميركا والقوى المؤثرة إقليميا ودوليا باتت تدرك أن لبنان الوطن، ولبنان الدولة لن تقوم لهما قيامة ما دام حزب الله يحتفظ بسلاحه ليقرر عن المسؤولين اللبنانيين متى يفتح الحرب على إسرائيل، ومتى يساند غزة، ومتى يدعم إيران.
وهو أمر خارج أي منطق، وخارج أي مفهوم من مفاهيم الدول والأنظمة. فهل يعود الحزب إلى حضن الدولة، أم يواصل سياسة الإنكار رابطا مصيره ومصير بيئته ومصير لبنان بتوجهات الولي الفقيه وأركان الحرس الثوري الإيراني؟
في الأثناء، إنتظار لبناني لما ستحمله اورتيغاس في زيارتها الجديدة، وهي زيارة مفصلية في توقيتها لأنها تأتي بعد إطلاق صواريخ لقيطة من لبنان على إسرائيل على دفعتين، وبعد عودة إسرائيل الى استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت ما يفتح الوضع اللبناني على احتمالات دقيقة وخطرة.
سياسيا، رئيس الحكومة يرمم العلاقة من جديد مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، في مسعى لتجاوز الكباش الذي حصل في مجلس الوزراء الأخير على خلفية تعيين كريم سعيد حاكما لمصرف لبنان.
فبعد زيارة سلام بعبدا أمس، زار اليوم عين التينة ما يؤشر الى عودة العلاقات الى مجاريها. اقليميا، واشنطن تعزز وجودها العسكري في الشرق الاوسط تحسبا لاتخاذ دونالد ترامب قرارا بتنفيذ ضربات عسكرية ضد ايران. البداية من زيارة اورتيغاس والضغط الاميركي على لبنان.