زيارة مورغان اورتيغاس لبنان تكاد تنتهي، وسط صمت مطبق حتى الان من الموفدة الاميركية، ووسط شح في المعلومات الدقيقة التفصيلية من المسؤولين اللبنانيين الذين التقتهم تباعا. لكن رغم الصمت المطبق وشح المعلومات، الواضح ان اورتيغاس نبهت المسؤولين الى خطورة الاجواء المشحونة في اسرائيل، ودعتهم الى اتخاذ خطوات عملية في ما يتعلق بسلاح حزب الله، والا فان المؤسسة العسكرية في تل ابيب قد تستغل اجواء التشنج السائدة لبنانيا واقليميا للعودة الى منطق القوة والحرب. اورتيغاس، التي شددت في لقاءتها على انه من غير المقبول وجود سلاحين وجيشين، قالت انها قد تعود في نهاية الشهر الحالي الى اسرائيل ولبنان، وذلك للاطلاع على الخطوات التي اتخذتها الحكومة. وهذا يؤكد المعلومات التي ذكرت ان الموفدة الاميركية طالبت المؤسسات العسكرية والامنية باتخاذ خطوات مدروسة وسريعة وعلنية لاقناع اسرائيل بأن لبنان يقوم بواجباته في ما يتعلق بمسألة سلاح حزب الله. على الصعيد الاقتصادي – المالي الامور تبدو اسهل. ففي المعلومات ان اورتيغاس طالبت الاسراع في انجاز ثلاثة امور: رفع السرية المصرفية واعادة هيكلة الصمارف واعادة تشكيل مجلس الانماء والاعمار. والظاهر ان كل هذه البنود المذكروة ستوضع على نار حامية وستكون جاهزة، ولو بصورتها الاولية، قبل بدء اجتماعات صندوق النقد الدولي في الحادي العشرين من الجاري في واشنطن. ماذا بعد هذا العرض؟
الاكيد ان ما لم يعرف من اللقاءات اكثر كثير مما عرف وتسرب، وخصوصا ان الاجتماعات بكبار المسؤولين تضمنت خلوات ثنائية بعيدا من اعين وآذان المستشارين والمرافقين، ما يدل على ان هناك امورا اتفق عليها و امورا اختلف حولها.. ربما، لكن الاتفاق والاختلاف لن يظهرا الى العلن الا تباعا. اذا، لبنان تحت المجهر الاميركي والدولي في الايام والاسابيع القليلة المقبلة، والعنوان واحد: الخصوصية اللبنانية لا يجب ان تحول دون معالجة مسألة السلاح ودون تحقيق الاصلاح المنشود.