حزب الله الغارق في ارتباكه يترنح بين لغتين متناقضتين: يهدد ويتوعد كأنه وصي على اللبنانيين، ثم ينقلب ليخون ويشيطن كل من يجرؤ على معارضته. خطاب مزدوج، متعثر، وفي الحالين الكلام المنطقي هو الضحية!
عضو المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي أطل على الناس بفيديو محمل بالتهديدات ، مؤكدا تمسك الحزب بسلاحه، وان اليد التي تمتد اليه ستقطع. لكنه سرعان ما تراجع ليوضح ان الحزب يتجاوب مع رئيس الجمهورية في مواقفه، وان حديثه عن قطع اليد شكل ردا على الخطاب الاستفزازي الصادر من الداخل و من يهود الداخل!
هكذا جاء التوضيح اسوأ من التصريح! فقماطي يعتبر ان الداخل هو من يستهدف سلاح حزب الله. اي انه تناسى ان اسرائيل هي التي استهدفت سلاح حزب الله وضربته، وان الحزب لم يستطع ان يدافع عن نفسه وعن سلاحه ولو بالحد الادنى!
ومن المؤسف ان الحزب الذي يفترض ان يكون المقاوم والممانع بات اليوم يستر هزائمه وتراجعاته بتكيتكات التخويف والتشويه. فهل الحل عنده بتهويد كل من يطالب بحل منطقي وطني لمسألة السلاح؟
علما ان كلمة يهودي ليست تهمة. فاليهود طائفة معترف بها في لبنان، لذلك ربما كان القصد، عند قماطي، استعمال كلمة اسرائيلي او صهيوني. لكن من الاسرائيلي اكثر: من يريد للدولة ان تكون دولة حقا وللجيش ان يكون واحدا على كل الارض اللبنانية، او من استجر الى لبنان الاحتلال الاسرائيلي من جديد ودمر اقتصاده وقضى على الالاف من شبابه؟