Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الأحد 29.06.2025

نحن مع لبنان بكلّ الطرق.. وآمل في أن نعيده إلى سابق عهده. هذه العبارةُ قالها الرئيسُ الأميركيّ دونالد ترامب قبل يومين، وذلك ردّاً على سؤال وجّهته إليه الـ ام تي في، وقد أعادت نشرَها اليوم السفارةُ الأميركيّة في لبنان عبر حسابِها الرسميّ على إنستغرام. إعادة النشر تعني أنّ موقف ترامب ليس عابراً، وأنّ ما قاله مقصودٌ ويعني كلَّ كلمةٍ فيه، ويستكمل به استراتيجيّةً أميركيّةً جديدة بدأت حيال لبنان. ولعلّ الحراكَ الرسميّ الذي نشهدُه هو خيرُ دليلٍ على ذلك. فالموفد الأميركيّ توم بارّاك غيّر في زياراته الأخيرة أداءَ السلطةِ في لبنان. فبعدما كان ملفُّ حصرِ السلاحِ بيد الدولةِ اللبنانيّة موضوعاً في الثلاجة، ها إنّ الإجتماعاتِ تتكثّف وتتتالى على أعلى المستويات وذلك لتقديم جوابٍ للمبعوث الأميركيّ على ورقته، قبل أن يأتي لبنان في زيارة ثانية ستحصل مبدئيّاً في النصف الأول من شهر تموز. ووَفق المعلومات فإنّ أمام لبنان مهلةً ستنتهي مع هذا التاريخ، ليقرّر مجلسُ الوزراء خُطةً واضحةً ومحدّدةً زمنيّاً لآلية سحبِ سلاحِ حزبِ الله وحصرِ السلاح بيد الدولة. والخُطةُ التي تُبحث الآن بين المسؤولين اللبنانيّين لا تتعلّق فقط بجنوب الليطاني بل بشماله أيضاً وبكلِّ لبنان، وذلك وَفق خطواتٍ مدروسةٍ ومتزامنة بين سحبِ السلاح وبين الإنسحابِ الإسرائيليِّ التدريجيّ من النقاط الخمس. إذاً المسارُ هذه المرة جِديٌّ، ولا مجالَ للعودة إلى الوراء. وهو ما يُفسّرُ لماذا يُطلقُ حزبُ الله النارَ على الدولة وأدائِها وسياستِها. فبعد الإنتقاداتِ التي وجّهها الأمينُ العامُ لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قبل يومين إلى الدولة، كرّر الشيخ أحمد قبلان الإنتقاداتِ نفسِها، إذ اعتبر أنّ الدولة معدومةُ السيادةِ وإرادةِ القرار، وأنّ من يهمّه أمرُ الأمنِ والسيادة لا يضع عُنُقَه بيد واشنطن ومن خلفها إسرائيل. عليه، نسأل الشيخ قبلان من أوصل الدولةَ الى هنا؟ ومن استجرّ الإحتلالَ من جديد الى لبنان؟ ومن جعل الدولةَ لسنواتٍ وسنوات معدومةَ السيادةِ ومسلوبةَ القرار؟ ثم ألم يتضح للجميع أنّ سلاح حزب الله لم يستطع لا أن يحمي ولا أن يبني، وبالتالي فإنّ لا مجال أمام الدولةِ سوى العودةِ إلى المفاوضات الديبلوماسيّةِ، وتحديداً مع أميركا، لإنقاذ ما يمكن إنقاذُه؟ البداية من ردّ لبنان على ورقة بارّاك. فهل يتبلور الجوابُ المقنع أم يُتركُ لبنان لمصيره؟