توم برّاك في لبنان، وبنيامين نتنياهو في واشنطن. مشهدٌ مزدوجٌ غداً، وهو مهمٌ ومفصليٌّ للبنانَ والمنطقة. فالموفد الأميركيّ يأتي إلى لبنان في زيارة تُشكّل الفرصةَ الأخيرة. ما يعني أنّ ساعة الحقيقة بالنسبة إلى لبنان دَقّت. فماذا سيكون الردُّ اللبنانيُّ الرسميّ؟ وما سيكون الموقفُ الأميركيُّ، بعدما تبيّن أنّ حزبَ الله يُميّز نفسَه عن موقف الدولةِ اللبنانيّة، ويحتفظ لنفسه بحق الإعتراض، وبالتالي المناورةِ والتملّصِ من مضامين الردِّ اللبنانيّ متى سمحت له الظروفُ بذلك؟ في الإنتظار، لا معلوماتَ مؤكدةٌ ما اذ كان رئيسُ الجمهورية، ورئيسُ مجلس النواب، ورئيسُ الحكومة، سيجتمعون قبل زيارةِ برّاك للبحث في الرد. في المقابل حزبُ الله قال كلمتَه وأعلن موقفَه. فالأمينُ العامُ للحزب الشيخ نعيم قاسم كان واضحاً وصريحاً في خُطبة عاشوراء، إذ أعلن أنّ الحزب لن يستسلم، ولن يتركَ السلاح، ولن يتخلّى عن صواريخه. وقد عاد قاسم إلى المعزوفة نفسِها عن الإستراتيجية الدفاعية، مشيراً إلى أنّ الحزب لن يناقشها قبل تحقّق المرحلةِ الأولى من وقف إطلاقِ النار. إذاً، حزبُ الله عاد الى المربّع الاول، مراهناً على عاملَين محتَمَلَين: الوقتُ، وحصولُ متغيّراتٍ إقليميّةٍ ودوليّة. لكنّ الأمرَ هذه المرّة مختلف، كما أنّ إسرائيل نتنياهو هي غيرُ إسرائيل في السابق. إذ لم يكد ينتهي قاسم من خِطابه، حتى تلقّى تهديداً مباشراً من وزير الدفاعِ الإسرائيليّ يسرائيل كاتس، الذي قال إنّ كلام قاسم يدلّ على أنه لم يتّعظ ممّا حصل مع حسن نصرالله وخليفتِه هاشم صفي الدين. وفيما اللبنانيّون يترقّبون نتائجَ زيارةِ برّاك، فإنّ المنطقة والعالم يترقّبان نتائجَ زيارةِ نتنياهو إلى البيت الأبيض. وهي الزيارة الثالثة له في سبعة أشهر، ما يُشكّل رقماً قياسياً. والواضح أنّ الزيارة لها أهميةٌ استثنائيةٌ ما دفع صحيفةَ “يديعوت احرونوت” إلى اعتبار أنها قد تغيّر وجهَ الشرقِ الأوسط. البداية من الزيارة المفصليّة لبرّاك غداً. واللافت فيها أمران. الاول: تمايزُ موقفِ حزبِ الله عن الموقف اللبنانيّ الرسميّ الجامع، كما لو أنّ الحزب دولةٌ مستقلةٌ بذاتها أو دولةٌ فوق الدولة. والأمر الثاني التغييبُ التام لمجلس الوزراء عن كلّ ما يحصل، إذ لم يكن له أيُّ دورٍ في بحث الردّ اللبناني…
مقدمة نشرة اخبار الـ”MTV” ليوم الاحد 06.07.25