IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم السبت 12.7.25

توم براك واشنطن هو غير توم براك بيروت. فالموفد الاميركي بدا هادئاً في لبنان ومدوّراً للزوايا وديبلوماسياً من الدرجة الاولى. اما في اميركا فأظهر وجهاً مختلفا ً. اذ عاد الى لغة التهديد والوعيد التي استعملتها قبله مورغان اورتيغاس. هكذا حذّر براك من عدم نزع سلاح حزب الله، داعياً الحكومة اللبنانية الى ان تتولى هي قيادة َ العملية. في المضمون والجوهر لا يمكن التعليق سلباً على كلام براك، فهو واقعي، منطقي، يعبر عن الحقيقة كما هي بلا زيادة ولا نقصان. لكن المشكلة تكمن في التهديد الذي اطلقه في سياق كلامه، اذ اعتبر انه في حال لم يتحرك لبنان لمعالجة مسألة سلاح حزب الله فسيعود الى بلاد الشام من جديد. وفي العبارة المذكورة مغالطاتٌ تاريخية ٌوجغرافية واستراتيجية كبرى. اذ ان لبنان لم يكن يوماً جزءاً من بلاد الشام حتى يعود اليها. ففي التاريخ القديم ذُكر لبنان وجبل لبنان وارزُه عشرات المرات في التوراة، فأين كانت بلاد الشام حينذاك؟ وفي التاريخ الحديث، وحتى في عز سيطرة السلطنة العثمانية وجبروتها، كان هناك والي عكا في فلسطين ووالي الشام في سوريا ، فيما بقي جبل لبنان متمتعاً باستقلال ذاتي، ولم يَتبع لا عكا ولا الشام. فمن أين أتى براك بمقولته الخاطئة ؟ اذا كان القصد منها ان يحثّ اركانَ السلطة في لبنان على التحرك فانه اخطأَ في الشكل، ولم يستعمل المنطقَ المناسب. اما اذا كان يقصد ما يقول، فعليه ان يتذكر، وهو اللبناني الاصل، ان لبنان لم ينوجد لأن فرنسا ارادت ذلك، بل لأنه صاحبُ دور ورسالة، والدورُ والرسالة ميزاه دائما عن بلاد الشام وسواها من دول المنطقة! لكن، و بمعزل عن الخطأ الشكلي الذي وقع فيه براك، المطلوب من اركان السلطة في لبنان ان يتحركوا. فالوضع في المنطقة يتحرك بسرعة غير مسبوقة، فيما هم جامدونل كالموتى. فهل سيتخذون موقفاً قبل فوات الاوان؟
في المحصلة ان عليهم ان يختاروا, فاما ان يكونوا جريئين ورؤيويين فيبنون دولة ًللمستقبل، او ان يظلوا وكلاءَ تفليسة وحكاماً من ورق على دولة فاشلة وجمهورية من كرتون !!