مرة جديدة، إسرائيل نتنياهو تفاجىء العالم. الجيش الإسرائيلي دخل بقوة على خط المستجدات الدموية في السويداء، فاستهدف محيط القصر الجمهوري في دمشق ومبنى رئاسة الأركان في الجيش السوري.
الضربة قاسية وموجعة وذات رمزية عالية لأنها استهدفت ساحة الأمويين التي تعتبر قلب عاصمة الأمويين.
وقد واكبها حديث إسرائيلي عن أن العملية قد تستمر أياما، إذ أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الهجمات المؤلمة على سوريا بدأت ولن تتوقف قريبا. والظاهر أن قوة التدخل الاسرائيلي سرعت العملية السياسية. إذ بعد أقل من ساعتين على قصف دمشق، أعلن المرجعية الدرزية يوسف جربوع التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية بشأن السويداء. وينص الإتفاق على الإندماج الكامل للسويداء ضمن الدولة، مقابل انسحاب الجيش إلى ثكنه، وتفعيل الأمن الداخلي وحواجزه على ان يكونوا من ابناء وضباط السويداء، ما يشكل نوعا من الامن الذاتي.
فهل يصمد الاتفاق هذه المرة بقوة النار الاسرائيلية؟
أم أن الإشتباكات ستعود ما يهدد وحدة سوريا في الصميم؟
واذا كانت سوريا تخطت اليوم نظريا قطوع السويداء، فإن حكومة نواف سلام تخطت، عمليا، قطوع الثقة في مجلس النواب.
فرئيس التيار الوطني الحر لم “يمن” إلا الى على تسعة أصوات من كتلته ليحجبوا الثقة عن الحكومة السلامية، ما اعطاها زخما جديدا كانت بأمس الحاجة اليه.
كما وأن ما قاله النائب جورج عدوان بعد الجلسة عن التزامين جديدين للحكومة في ما يتعلق بحصر السلاح على الاراضي اللبنانية ومشاركة الحكومة في القرارات المصيرية قدم للحكومة جرعة اوكسيجين باتت في امس الحاجة اليها بعدما همش دورها على صعيد المفاوضات مع المبعوث الاميركي، وبعدما ابعدت عن دائرة القرار بحصر السلاح على الاراضي اللبنانية.