هدوءٌ حذر يخيم على السويداء، وانتظارٌ حذر يخيم على بيروت.
هدوء السويداء عسكريٌ وأمني، سببه اتفاقُ وقفِ إطلاق النار الذي تم الإعلانُ عنه فجرَ اليوم، بين السلطات السورية من جهة وبين مشايخ العقل وقادة الفصائل المسلحة في السويداء من جهة ثانية.
ووفق الاتفاق، فقد دخلت قواتُ الأمن العام إلى المحافظة الجنوبية، بهدف إرساءِ الأمن وتعزيزِ الاستقرار.
واللافت أن شيخ العقل حكمت الهجَري، أعلن في بيانٍ أصدره، موافقتَه على وقف إطلاق النار.
وكان سبق الاتفاقُ السوري – السوري، اتفاقٌ سوريٌ – إسرائيلي قضى بوقف إطلاق النار، وذلك برعايةٍ أميركية. الاتفاقان، إذا طُبقا، يعنيان أن ديناميةً جديدةً بدأت في سوريا، عنوانُها الحلُ السياسي.
فهل يحقق الحلُ المذكور النتيجةَ المتوخاة منه، أم أننا في هدنةٍ بين معركتين أو بين جولتين؟
التطورات ستحدد مسارَ الأمور، علماً أن المؤشرات غيرُ مشجعة حتى الآن. إذ كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تجدد الاشتباكات وعن تصعيدٍ عسكري جديد…
في الانتقال إلى بيروت، فإن الانتظار سياسيٌ – ديبلوماسي، وسببه الزيارةُ المنتظرة للمبعوث الأميركي توم براك، وهي زيارةٌ تُعتبر مفصلية، بكل معنى الكلمة، وقد استبقها الأمينُ العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم مساء أمس، بمواقفَ تصعيديةٍ لا صلةَ لها بالواقع، ولا بموازين القوى القائمة على الأرض.
فقاسم شدد على أن الحزبَ ماضٍ في طريقه حتى تحقيقِ النصر أو نيلِ الشهادة، مجدِّداً رفضَ تسليم السلاح، وخصوصاً بعدما حمّله وظيفةً جديدة، تتمثل بمواجهة الخطر الداعشي الذي استفاق في المحيط.
ولأن الشيخ نعيم، منفصلٌ تماماً عن الواقع، فقد أعلن أن الحزبَ انتصر، بمجرد استمراره في المواجهة وحفاظِه على معادلات الردع.
لكن، عن أي معادلاتِ ردعٍ يتحدث قاسم؟ هل عن المعادلات العقيمة التي جعلت إسرائيل تستبيح لبنان أرضاً وبحراً وجواً، من دون أن يتجرأ حزب الله على توجيه أيِ رد؟ أم عن المعادلاتِ الفاشلة التي جعلت إسرائيل تُعيد احتلالَ أراضي لبنانية من جديد؟
