حزب الله حسم خياره نهائيا ، وقد عبّر عنه امينان عامان للحزب لا مجرد امين عام واحد. الاعلام الحربي في الحزب نشر شريط فيديو ضمنه مواقف للامين العام الاسبق حسن نصر الله يعتبر فيه تسليم السلاح بمثابة خيانة، كما تضمن الفيديو موقفا لنعيم قاسم اعلنه امس من بعلبك وفيه يؤكد ان لا تسليم للسلاح ، ولو ادى الامر الى خوض معركة كربلائية! موقف قاسم، الذي يأتي على بعد يومين من زيارة الموفد الايراني علي لاريجاني يثبت ان الحزب تلقى جرعة دعم من ايران، وان طهران اتخذت قرار المواجهة.. حتى اشعار آخر على الاقل! والمشكلة ان المواجهة هذه المرة وصلت الى حد توجيه تهديدات للدولة اللبنانية والحكومة.
فكيف ستتصرف السلطة في لبنان حيال اقوال قاسم وتهديداته ؟ فالرجل لم يتورع عن التهديد بحرب ضد الحكومة والجيش اذ قال بصريح العبارة انه لن تكون هناك حياة في لبنان اذا حاولت الحكومة مواجهة الحزب. فهل مسموح لأي كان ان يهدد الحكومة، وبالتالي ان يهدد بزوال الحياة اذا فكر احد بمواجهة حزبه؟ وقد استكمل قاسم تهديداته فلوح بالنزول الى الشارع عبر قوله ان احتجاجات الشوارع في لبنان قد تصل الى السفارة الاميركية. فهل “بعد الو عين” قاسم ان يهدد، بعدما رأينا ما رأيناه في الحرب التي خاضها ضد اسرائيل؟ فلو كان بالقوة التي يدعيها الم يكن الاحرى به ان يحارب الدرونات والطائرات الاسرائيلية بدلا من ان يوفّر “قوته الضاربة” ليستعرضها امام السفارة الاميركية في لبنان؟ ولم يكتف قاسم بهذا، بل اعلن ان ايران ما زالت الى جانب حزب الله وستبقى .
انه كلام يطمئن. فايران اثبتت حقا في الحرب الاخيرة انها لم تتخل عن الحزب! وكلنا نذكر كيف انه كلما تعرض الحزب لاستهداف في لبنان كانت الصواريخ ايران الباليستية تهز اركان اسرائيل! حقا يا شيخ نعيم متى تتحلى بشيء من المنطق والعقلانية؟
ومتى تدرك ان الحروب الحقيقية لا تخاض بالكلمات والشعارات؟ والاهم: متى تعود الى لبنانيتك فلا يبقى حزبك رهينة ايران وتعرف ان لا احد اقوى واهم من حكومته ودولته وبلده ؟ البداية من الردود على تهديدات قاسم الدموية.