الوضع الاقليمي المتفجر يفرض نفسه ويتقدم على التطورات المحلية. فهجوم الدوحة لا يزال يثير ردود فعل كثيرة عربيا ودوليا. لكن معظم ردود الفعل هذه لا تزال اقل من الفعل. حتى مجلس الامن جاءت الادانة الصادرة عنه باهتة بعض الشيء.
صحيح انه شدد على خفض التصعيد وعلى التضامن مع قطر، ولكنه دان الضربات من دون ان يذكر اسرائيل!
في المقابل، الصورة في الجمعية العمومية للامم المتحدة بدت مختلفة تماما. اذ ان الجمعية العمومية صوتت بالغالبية الساحقة لمصلحة مشروع قرار يؤيد الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
لكن القرارات الدولية في مكان واسرائيل في مكان آخر. فالاخيرة مستمرة في استكمال مشروعها الخطر في غزة. هيئة البث الاسرائيلية اعلنت ان الجيش يستعد لبدء اجتياح بري يشمل غزة كلها.
وقد ترافقت المعلومات مع تحذير وجهه الجيش الاسرائيلي الى سكان المدينة من ان بقاءهم فيها يعرضهم للخطر، بعدما تحولت موقعا حيويا للعمليات. لبنانيا، موضوع حصر السلاح لا يزال يحتل صدارة الاهتمام، وإن من الجانب الفلسطيني هذه المرة. اذ اعلن اليوم ان تسليم السلاح في مخيم البداوي سيبدأ غدا وسيستمر لثلاثة ايام، على ان ينتقل الدور بعد ذلك الى مخيم عين الحلوة.
مع الاشارة الى ان تسليم السلاح لا يزال يقتصر على فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. وفي هذا الاطار اعلن رئيس لجنة الحوار اللبناني -الفلسطيني السفير رامز دمشقية ان الحوار يتواصل مع حركة حماس لتسليم سلاحها. فهل يتحقق الامر فعلا ما يشكل تطورا لافتا على صعيد حصر السلاح واستعادة الدولة سيادتها الحصرية على ارضها؟
لكن قبل تفصيل التطورات اليومية وقفة عند التحول الظاهر والفاقع في الخطاب العام لحزب الله. فمع انهيار الأقنعة الخطابية، ولأن سلاح الحزب أصبح يبرر حصريا بهوية طائفية، لم يعد الشعار الويل لإسرائيل بل: شيعة شيعة شيعة!.
