ضغطان متوازيان يتعرض لهما لبنان. الاول عسكري عبر حرب استنزاف يومية تخوضها اسرائيل ضد أهداف محددة لحزب الله، فيما الحزب لا يحرك ساكنا. اما الضغط الثاني فسياسي- اقتصادي وقد تجلى امس واليوم في اللقاءات التي عقدها الوفد الاميركي في لبنان.
وفي المعلومات ان الكلام الذي قاله الوفد امام المسؤولين اللبنانيين قاس وخطر. اذ اعتبر ان السلطات المعنية لا تقوم بما عليها احيانا كثيرة، وانها تتهاون في بعض الملفات الحساسة كمراقبة المطار اوالمرافىء، كما تتأخر في ايجاد حلول لمؤسسات غير قانونية كالقرض الحسن.
والاهم ان الوفد الاميركي شدد على ان الكلام لم يعد يكفي، فالاقوال لا تغني عن الافعال. وفي الاطار ذكر الوفد الاميركي مسألة حصر السلاح ، مشيرا الى ان امام لبنان مهلة تنتهي في آخر كانون الاول المقبل، فاما ان ينفذ ما هو في مصلحته ومطلوب منه، واما فان لبنان سيترك لمصيره.
وبينما الخطوات اللبنانية تبدو متعثرة، فان الانظار في المنطقة تتجه الى نتائج اللقاء التاريخي بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب والرئيس السوري احمد الشرع.
فاللقاء مهم، ان بالنسبة الى الشرع شخصيا، او بالنسبة الى سوريا. كما انه مهم للمنطقة ككل والى التوازنات القائمة فيها. اذ ان انضمام سوريا رسميا الى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش سيتيح لاميركا ان تصبح القوة الدولية الوحيدة في المنطقة ، وخصوصا ان التحالف المذكور يضم 89 عضوا.
لكن قبل تفصيل العناوين المحلية والاقليمية، البداية من قضية حياتية بدأت تثير مخاوف اللبنانيين. فلبنان على حافة العطش ينتظر المطر من السماء, فيما المطر لا يأتي. فمتى يبدأ فعليا شتاء 2025-2026؟
