Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الاثنين في 13/04/2020

13 نيسان 1975- 13 نيسان 2020. خمسة وأربعون عاما انقضت على بوسطة عين الرمانة، والحرب في لبنان وعلى لبنان لم تنته بعد.

بعد ظهر ذاك الأحد الأسود اندلعت الشرارة. كانت تحتد حينا وتهدأ أحيانا، لكن جذوتها لم تنطفىء فبقيت إلى اليوم مستمرة. فإلى متى سيبقى الوطن الصغير معلقا على صليبه الكبير؟، حتى الآن لا جواب. لكن الأكيد أن التحولات الكبرى التي سيشهدها العالم كله في مرحلة ما بعد كورونا، ستسهم في تغيير المشهد في لبنان. كما أن المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية البنيوية التي تنهش جسد الوطن والدولة ستعجل، ولا شك، في تحقيق التغيير المطلوب.

طبعا، المرحلة الانتقالية لن تكون سهلة، خصوصا أن الطبقة السياسية المتحكمة لن تتخلى عن مكتسباتها بسهولة، ولن تستسلم أمام موجة التغيير. وهو ما تجلى بوضوح في أزمة كورونا، حيث حاولت قوى سياسية كثيرة تعويم نفسها من خلال المساعدات الاجتماعية التي قدمتها. لكن التغيير الكبير آت حتما، فما كتب قد كتب، والشعب سيدحرج حجر التبعية والخنوع والاستسلام والاستزلام ليدخل لبنان من جديد في زمن القيامة.

في اليوميات، الحكم والحكومة يتخبطان. فالخطة الاقتصادية علقت بعدما ووجهت بتحفظات واعتراضات، وبعدما تبرأ منها معظم الذين شاركوا في إعدادها. في المقابل، فإن خطة توزيع المساعدات الاجتماعية التي سيباشر بها غدا، تواجه بانتقادات حتى من أطراف تشارك في الحكومة، وذلك تحت عنواني الاستنسابية والتسييس. كذلك، التعيينات المالية مؤجلة لخلاف على الحصص والتحاصص. أما التشكيلات القضائية فنائمة في درج وزيرة العدل تنتظر توقيعها.

فقط المعالجة الحكومية للكورونا تبدو موفقة، حتى الآن على الأقل. فاليوم سجلت إصابتان، وهو رقم ايجابي في انتظار توسع دائرة الفحوص ابتداء من الغد. لكن المؤلم هو وضع اللبنانيين في الخارج. ففي ساحل العاج توفي أمس لبنانيان هما ابراهيم جابر ويوسف الزوقي. الزوقي تريد عائلته المفجوعة أن تستعيد جثمانه لتراه قبل أن يدفن ولتشيعه. لكن دوائر الدولة اللبنانية لا تزال عاجزة عن تحقيق الأمر. إنها مأساة اللبناني في ظل دولة كهذه، إذ يولد مديونا، ويعيش محروما، ويموت مقهورا.