Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الجمعة في 24/09/2021

مشهديتان مضيئتان للبنان الجريح الغارق في الظلم والظلام . الأولى تمثلت في إطلالة رئيس الجمهورية على أعلى منبر في العالم من خلال كلمته الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة . والثانية تسللت الينا من مدينة الأنوار باريس، حيث التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي . مضيئتان جميلتان لأنهما أتاحتا للبنانيين الغارقين في اليأس, الباكين على دولتهم الضائعة وعلى أنفسهم ، بأن يطلقوا زفرة أرتياح, إذ شكلت المناسبتان نقطة أمل لهم بأن لبنان “:مش هلأد مات” وهو لا يزال يمتلك القدرة على كسر لعنة القدر الذي وضعتهم المنظومة المستسلمة للدويلة تحت نيرها ، وبأن لبنان ليس مرذولا من العالم بقدر ما هو مرذول ومكروه من طغمة سياسية تصر على إخراجه من منظومة القيم الكونية ، التي له في وجودها أكثر من دور أبوي وتعليمي وتبشيري ، وبأن اللحظة السوداء الملعونة التي هو فيها ، تبقى لحظة سوداء في عمر وطن، يمكن التخلص منها إذا ما عدنا الى أصالتنا, وطردنا القردة الذين يستولون على غرف التحكم والقيادة، وحررنا الجمهورية من شرورهم

لا شك في أن اللحظتين المضيئتين الخجولتين لا تبشران بربيع أكيد ، لا اللبنايون يصدقون ذلك ، ولا الأمم المتحدة ولا الرئيس الفرنسي ، الذي شدد على ضرورة أن تنجز الحكومة فروضها الاصلاحية كاملة . و كيف نصدق ويصدقون ، وآلة التخريب الداخلية تسابق براعم الأمل الهش لتسبقها ، وقد استبق مشغلوها الزيارة الفرنسية بالسعي السافر والفاجر الى تقويض العدالة من خلال تهديد المحقق العدلي طارق بيطار باقتلاعه من دوره وربما أكثر ، فيما يعمل الفك الثاني للمنظومة على اغتيال حق المغتربين اللبنانيين في المشاركة بالانتخابات النيابية المقبلة، بما هم فيروس تغيير وعامل اقتلاع للمنظومة الفاسدة . واللافت في الجريمتين أن من كلفتهم المنظومة بارتكابهما هم قضاة ونواب . فاستمرار القاضي البيطار في مهمته أو كف يده معلق بين أيدي القاضيين رندة كفوري ونسيب إيليا ، ومصير انتخاب المنتشرين يتوقف على قدرة بعض النواب الشرفاء على منع كثرة نيابية من ارتكاب الجريمة الشنعاء . مما تقدم دوليا وداخليا فإن استشراف المستقبل سهل . إذا اراد اللبنانيون أنقذوا وطنهم وإن رفضوا زال لبنان . من هنا، وقد اقتربت الانتخابات، أوعا ايها اللبنانيون ترجعو تنتخبون هني ذاتن.