ترددات حادثة الكحالة مستمرة. فالاهالي رفضوا مبدأ الاستماع الى اربعة من ابنائهم كشهود طالما ان الاجهزة الامنية المولجة التحقيقات لم تستمع الى المسلحين الذي كانوا مع الشاحنة عند تدهورها ، والذين جاءوا الى الكحالة بعد تدهورها. الاشكال قد يحل. فمعلومات ال “ام تي في” تؤكد انه جرى اليوم الاستماع الى عدد من عناصر حزب الله الذين شاركوا في الحادثة. فهل سيقتنع الاهالي بما تردد من دون اعلان رسمي؟ وهل سيتجاوبون مع طلب الاستماع الى اربعة من ابنائهم؟ في انتظار اتضاح الصورة غدا، فان لبنان يبقى تحت ضغط ازماته السياسية والاقتصادية والمالية. علما ان ضوءا لافتا ظهر اليوم مع اعلان مؤسسة كهرباء لبنان اقرار موازنتها للعام 2023 ، وقد جاءت للمرة الاولى متوازنة ماليا ومن دون عجز مالي. وهو امر يبشر بالخير، ويؤكد ان مؤسسة كهرباء لبنان تستطيع الا تكون عبئا ثقيلا على خزينة الدولة اذا عرفت كيف تحزم امرها وتجبي فواتيرها كما يجب من جميع المكلفين اولا، ومن المؤسسات العامة ثانيا، ومن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ومخيمات النازحين السوريين ثالثا واخيرا…
سياسيا، ترقب لانتهاء عطلة آب. والجميع في انتظار ايلول لمعرفة مصير المبادرة التي يتولاها جان ايف لودريان، باسم مجموعة الدول الخمس لا باسم دولته هذه المرة. علما ان كل المؤشرات توحي ان المبعوث الرئاسي الفرنسي الخاص يواجه صعوبة في استكمال مبادرته، وذلك لسببين. الاول رفض المعارضة مبدأ اللقاء الحواري الذي يطرحه لودريان، فاذا رفضت قوى المعارضة الحوار فمع من ستتحاور قوى المنظومة، وبالتالي ما جدوى الحوار ؟ السبب الثاني ان علامات كثيرة ترتسم حول مدى اعتماد لودريان خطة واضحة في تعامله مع الواقع الرئاسي. فهو في رسالته الاخيرة طالب النواب بتحديد مواصفات الرئيس العتيد، علما ان القوى السياسية قدمت له المواصفات شفهيا في زيارته الاخيرة الى بيروت. كما ان الدول الخمس حددت هذه المواصفات. الا يدل تصرف لودريان على تخبط وعلى عدم وجود خريطة طريق واضحة لديه، ما يجعل مبادرته في مهب الريح؟.