بإصرار وثبات يواصل نواف سلام عملية تشكيل الحكومة. رئيس الحكومة المكلف يحاول التوفيق بين تناقضات لبنانية كثيرة، عمر بعضها من عمر الطائف، فيما عمر بعضها الاخر من عمر الخروج السوري من لبنان وبدء سيطرة الثنائي: امل – حزب الله على القرار اللبناني.
الى التناقضات المحلية, فان سلام يحاول تشكيل حكومته وسط ضغوط كثيرة لبنانية واقليمية ودولية.
فهناك من جهة ضغط اتفاق وقف اطلاق النار جنوبا الذي تنتهي مهلته الثانية في الثامن عشر من شباط. وهناك من جهة ثانية ضغط المجتمعين العربي والدولي المستعدين لاطلاق عملية الاعمار شرط توافر عوامل وظروف سياسية واقتصادية معينة.
توازيا، ثمة ضغوط محلية كثيرة. فرئيس الجمهورية يرغب في تشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن.
اما الثنائي امل- حزب الله فيضغط في سبيل الحفاظ على وزارة المال وتسمية الوزراء الشيعة، فيما الاطراف السياسية الاخرى تطالب بمعاملتها كما يعامل الثنائي والا.
اذا الرئيس سلام يسير وسط حقل الغام ويحاول تفكيكها واحدا تلو الاخر، لذلك تبدو عملية تشكيل الحكومة وكأنها طالت زمنيا، علما انها لا تزال ضمن المهلة الطبيعية والمنطقية لتشكيل الحكومات في لبنان.
وفي الاطار ينتظر اللبنانيون زيارتين. الاولى لرئيس الحكومة المكلف الى قصر بعبدا، والثانية للموفد السعودي يزيد بن محمد آل فرحان.
والواضح ان ما بعد الزيارتين لن يكون كما قبلهما، ما يثبت ان عجلة تشكيل الحكومة تسير، ولو بتأن وبطء، وذلك خوفا من ان تؤدي السرعة الى تسرع لا تحمد نتائجه. ومن آخر تطورات عملية التشكيل نبدأ…
