بمعزل عما حصل في مجلس الوزراء، وبمعزل عن “عنتريات” نعيم قاسم، الأكيد أن مرحلة جديدة بدأت في لبنان اليوم. عنوان المرحلة واضح وصريح: حصر السلاح بيد قوى الشرعية اللبنانية، ما يعني حل كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية.
طبعا، المرحلة لن تكون سهلة، بل ستكون محكومة بعدد كبير من التجاذبات، وبعدد أكبر من الشروط والشروط المضادة، ومن محاولات التذاكي والالتفاف التي يتقنها حزب الله جيدا ويعرف متى وكيف يلجأ اليها.
ولكن الجميع يعرف أن “الزمن الاول تحول”، وأن المجتمعين العربي والدولي يطالبان لبنان الرسمي ان يستعيد المبادرة وان يرسم حدا فاصلا بين الدولة والدويلة.
والأهم من هذا كله ان السلطة اللبناني ككل حزمت أمرها، وقررت أن تنقل القضية إلى داخل المؤسسات الدستورية.
فللمرة الأولى يبحث حصر السلاح في مجلس الوزراء… واللافت أن الأمين العام لحزب الله استبق انتهاء جلسة مجلس الوزراء ليمارس أقصى درجة من درجات التصعيد الكلامي.
نعيم قاسم أكد أن المشكلة هي في العدوان الاسرائيلي لا في سلاح حزب الله، وأن سلاح الحزب لن يسلم، وأن استقرار لبنان لا يشترى بالتنازلات. كما وجدد التشبث بثلاثية شعب وجيش ومقاومة.
ولعل المضحك في الموضوع أن قاسم هدد اسرائيل بأنه في حال شنت حربا أوسع على لبنان فإن الصواريخ ستتساقط عليها. فمن أين جاء قاسم بهذه الثقة المفرطة بالنفس؟
هل نسي يا ترى ما حصل في حرب الاسناد وما تلاها؟
والأهم: ماذا تغير منذ تشرين الثاني الفائت الى اليوم حتى يعتقد قاسم انه قادر على العودة الى نظرية توازن الرعب، وهي نظرية سقطت نهائيا في الحرب الاخيرة بين حزب الله وإسرائيل؟
البداية اذا من بند سلاح حزب الله الذي بحث في جلسة ماراتونية عقدتها الحكومة في القصر الجمهوري ويستكمل البحث في البند في جلسة لاحقة.