كلُّ الأنظار تتّجه إلى الدوحة. فعشيةَ انعقادِ القمّةِ العربيّة – الإسلاميّة في العاصمة القطرية كثُرتِ التكهّناتُ، وتضاربت التحليلاتُ حول ما يمكن أن يصدر عنها. والواضحُ من متابعة معظمِ التحليلات أنه من غير السهل التوصلُ إلى موقف عربيٍّ – إسلاميٍّ جامعٍ وقوي يؤدّي إلى إحداث تغييرٍ جذريٍّ في التوازنات القائمة. فالملوك والأمراءُ والرؤساءُ الذين سيشاركون في القمة يبلغ عددُهم، مبدئياً، إثنان وخمسون، ووجود هذا العدد من قادة العرب والمسلمين يعني وجودُ تياراتٍ عدة تراوح مواقفُها بين الليونةِ، وصولاً إلى أقصى التشدّد. فهل يتمكن المجتمعون من تجاوز التبايناتِ في المقاربات والقراءاتِ بما يؤدّي إلى صدور بيانٍ ختاميٍّ تكون له نتائجُ عمليّة على الأرض؟ الأمر ليس سهلاً. في المقابل، إسرائيل تلملم أوراق القوّةِ عندَها، والورقةُ الأقوى والدائمة عندها: الولايات المتّحدة الأميركيّة. فوزير الخارجيّةِ الأميركيّة مارك روبيو وصل اليوم إلى تل أبيب ليناقش مع رئيس الوزراءِ الإسرائيليّ إمكانيةَ ضمِّ إسرائيل أجزاءَ من الضفة الغربيّةِ المحتلة، كما أشار إلى ذلك موقع إكسيوس. وهذا يعني أنّ إسرائيل لن تكتفي بمحو غزة من الوجود، بل تريد تمديدَ مخطّطها التدميريِّ والتهجيريّ إلى ما تبقى من أراض فلسطينية ضمنَ الكيانِ الإسرائيليّ. في هذا الوقت، الوضع في غزة يتحوّل مأساةً بكل معنى الكلمة. فالقطاع يُمحى ويتحوّلُ إلى أرض قاحلة، وهو أمرٌ لا تنكرُه حتى إسرائيل! إذ أعلنت على لسان وزير دفاعِها يسرائيل كاتس عن فتح أبواب الجحيم على المقاومة. الوضع المتفجّر في المنطقة يقابلُه هدوءٌ حذرٌ في لبنان. فموقف الدولة يتبلور أكثرَ فأكثر في ما يتعلّق بحصر السلاح، فيما يواصل حزبُ الله سياسةَ إنكارِ الواقعِ وتجاهلِه، ويخدّرُ جمهورَه بشعارات مضى عليها الزمن. وآخرُها ما أعلنه عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب ابراهيم الموسوي، الذي أكد أنّ المقاومة ما زالت في موقع القوّة والإقتدار. فهل يعتقد الموسوي أنّ كلامه لا يزال مقنعاً؟ وهل بإمكانه أن يقدّم دليلاً واحداً حول أين يبدو حزبُ الله في موقع القوة؟
