مشهد سورياليٌ متناقضٌ في المنطقة: قمة شرم الشيخ غداً الإثنين مع خمسة وعشرين رئيساً وقائداً، في صدارتهم ترامب، لإبرام السلام في غزة. في المقابل إنتشارٌ “حمساوي” بالأسلحة الفرديّة فوق ركام القطاع ، لمعاندة فرصةِ الحياة بعد عامين على جحيم الموتِ للمدنيّين، وظلامِ الأنفاق لمحاربي السابع من أكتوبر… أما في المدينة الرياضية في بيروت، فملاقاةٌ لكشافة “المهدي” في حزب الله، تحشيداً على بعد خطواتٍ من آثار الدمارِ في الضاحية، حيث سقط للحزب أمينان عامان، وقادةٌ ومسؤولونَ، وعناصرُ تضرّروا بتفجير البايجر، في لحظة. وبين التناقضات، يواجه لبنان الرسمي استحقاقاتٍ ثقيلة الوقع، فالبرلمان مطالبٌ بإقرار موازنة 2026، فيما ربط الرئيس نبيه بري هذه الخطوة بإدراج بندِ إعادة إعمارِ الجنوب. والحكومة عاجزةٌ عن توفير المليارات، لأسباب ماليّة أولا، والأهم لأسباب سياسية-امنية، تتعلق بقدرتها على تنفيذ بنودِ اتفاقِ سحبِ سلاحِ حزبِ الله، وحصرِ كلّ السلاح بيد الشرعية. والموازنة الجديدة التي تأكل من جيوب دافعي الضرائب مزيداً من الرسوم، لا تلحظ بنوداً إصلاحيةً كافية، ولا تقارب منابعَ التحصيل الفعلي من وقف الهدرِ إلى مكافحة التهرّبِ الضريبي… أما اللبنانيّون في الخارج، والذين يرفدون الوطن بالمليارات، فلا يبدو رئيسُ السلطةِ التشريعية والحزبُ والتيار، في وارد السماحِ لهم بالمشاركة في اختيار النواب الـ 128 لأسباب معلومةٍ تماماً.
مقدمة نشرة أخبار الـmtv المسائية ليوم الأحد في 12/10/2025