هلا بكم في مسرح ساحة النجمة. عسى أن تكونوا قد استمتعتم بعرض قبل الظهر، وعنوانه: تطيير الانتخابات البلدية ! عرض اليوم كوميدي بامتياز و فريد من نوعه. بعض الممثلين حضروا وبعضهم الآخر غابوا، وهو امر غير مسبوق حتى في اهم المسرحيات العالمية ! بتعبير آخر :النواب حضروا، أما الوزراء المعنيون فغابوا.
لكن الحضور والغياب تكاملا في النهاية الهزلية المرسومة، فنجحت المنظومة السياسية الفاسدة في تحقيق غايتها: لا انتخابات بلدية في ايار والاستحقاق طار وهو سيؤجل بين اربعة اشهر على الاقل، وسنة كاملة على الاكثر! اما الديمقراطية وتداول السلطة فعليهما السلام !
فالطبقة الحاكمة عندنا لا تحب المفاهيم الحضارية، وتفضل الاحتفاظ بالكراسي والمناصب الى ما شاء الله. كل الطبقة السياسية الحاكمة شاركت في الجريمة، وعلى رأسها رئيس الحكومة الذي احجم عن صرف ثمانية ملايين دولار من اموال ال sdr، علما انه صرف حوالى مليار دولار من الصندوق المذكور !
وفي النتيجة، رئيس الحكومة والوزراء والنواب رفعوا ايديهم في نهاية المسرحية، وادعوا انهم بريئون من دم الجريمة التي ارتكبوها في وضح النهار وأمام الكاميرات والمشاهدين!
وبينما كانت المسرحية البرلمانية تعرض، كانت اللجنة الوزارية المكلفة معالجة تداعيات الازمة المالية على سير المرفق العام مجتمعة في السراي الحكومي لدراسة الزيادات المقترحة على رواتب القطاع العام.
اللجنة توصلت الى تصور سيعرض على مجلس الوزراء في جلسة تنعقد الاسبوع المقبل وذلك لدرسها نهائيا واقرارها. فهل يرضى الموظفون بالقرارات المتخذة فيفكون اضرابهم، ام ان الحل الوزاري سيبقى حبرا على ورق وشيكا بلا رصيد؟
في الرئاسيات، صيام بانتظار انتهاء صيام رمضان، اي ان اللبنانيين لن يفطروا على رئيس في انتظار القمة العربية التي ستشكل مفصلا مهما على الصعيد الاقليمي. فمقابل الجمود المحلي تطورات المنطقة تتسارع.
في السعودية اليوم، وفد ايراني اضافة الى وزير خارجية سوريا ما ينبىء ان المنطقة على عتبة تحولات مفصلية. فهل يعي المسؤولون عندنا اهمية المرحلة، ام يواصلون مسرحياتهم المضحكة – المبكية ويصرون على البقاء في سياسة المختار والناطور؟.