اي رسالة ارادت اسرائيل توجيهَها من خلال شن اعنف غاراتها على لبنان منذ اعلان وقف اطلاق النار بين بيروت وتل أبيب قبل سنة تقريبا؟ في المبدأ رسالة ُ غارة المصيلح مزدوجة. فالغارات الجوية رسالة اولا ًالى حزب الله الذي لا يزال يناور ويرفض الاعترافَ بالواقع . فحوى الرسالة ان حرب غزة انتهت ، وبالتالي فان الالة العسكرية الاسرائيلية يمكن ان تركزَ من جديد على لبنان، وذلك لحمل الحزب على القبول بتسوية نهائية وفق الاسلوب الغزاوي. اكثر من ذلك, اسرائيل تريد ان تقولَ لحزب الله من خلال استهداف اكثر من 300 آلية بين جرافة وحفارة ان اعادة الاعمار ممنوعة ما دام الحزب يغرد خارج السرب، وطالما انه لا يزال مصراً على شعاراته التي لم تجلب له وللبنان الا الخراب والدمار . أما الرسالة الثانية فالى الدولة اللبنانية. اذ ان الغارات القوية َ والمدمرة وقعت على مقربة من دارة الرئيس نبيه بري في المصيلح، وبري هو الذي قاد المفاوضات باسم الدولة للتوصل الى وقف اطلاق النار في العام الفائت. وعليه فان اسرائيل تقول للدولة ان عليها ان تحزمَ امرَها وان تُسرع في عملية حصر السلاح والا فان سيناريو تجدد الحرب موجودٌ وبقوة على طاولة المسؤولين الاسرائيليين ، وخصوصا على طاولة نتانياهو الهاوي جميع انواع المغامرات الدموية. وبينما اصداءُ القصف والعنف تـتردد في لبنان فان غزة تعيش فرحة َ وقف اطلاق النار. اما المنطقة فتتحرك على وقع انتظار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي سيحاول في زيارته الى اسرائيل وشرم الشيخ الترويجَ لنشر السلام . البداية من التطورات المقلقة في لبنان. فالرئيس جوزف عون يصوّب باتجاه اسرائيل وباتجاه حزب الله بعد ضربة المصيلح ، وترامب يعتبر لبنان جزءا مهماً من السلام ويُرسل سفيرَه الجديد نهاية الشهر. فهل اقترب الحسم؟ وبأي اتجاه: سلماً ام حرباً ؟
مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم السبت 11/10/2025