“التفاوض هو الخيار الوحيد بعدما لم تؤد الحرب إلى نتيجة، ونهاية كل حرب في العالم تكون عبر التفاوض، الذي لا يكون مع صديق أو حليف بل مع عدو”.
هذا ما أعلنه رئيس الجمهورية اليوم، وهو موقف غير جديد ومصدر أهميته أنه غير جديد.
إذا إن الاستعادة والتكرار يعنيان أن الرئيس عون مصر على مبدأ التفاوض، وإن كان لم يوضح ما إذا كان التفاوض مباشرا أو غير مباشر. والأهم أن عون أشرك معه رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة في موقفه، إذ ذكر أنه وبري وسلام يعتمدون اللغة الدبلوماسية، لا لغة الحرب “التي رأينا ماذا فعلت بنا”، كما قال.
فماذا بعد هذا الموقف المتقدم، لا لرئيس الجمهورية فحسب، بل لأركان الدولة ككل؟
وهل سيقابله الإسرائيليون بإيجابية، أم أن حساباتهم مختلفة وغاياتهم مغايرة أيضا؟
قد يكون الميدان هو أفضل جواب.
فإسرائيل واصلت اليوم استهدافاتها، وهي على ما يبدو مصرة على التصعيد العسكري حتى استكمال تحقيق أهدافها.
وفي السياق لفت تصريح وزير خارجية فرنسا الذي دعا في حديث تلفزيوني إلى نزع سلاح حزب الله وإلى انسحاب إسرائيل من النقاط الخميس.
ولكن، قبل تفصيل الوقائع السياسية والعسكرية، وقفة عند ظاهرة، أخذت تستفحل في الفترة الأخيرة.
فمن علي برو إلى هشام قعفراني، ثقافة الشتائم والتجرؤ على المقامات طاولت “سيدة حريصا”. مذكرات توقيف تصدر على الورق من أعلى السلطات القضائية، وما من جهاز أمني يجرؤ على تنفيذها.