خبران لبنانيان من طهران في يوم واحد. فالمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل يزور العاصمة الايرانية، وهي زيارة لافتة في توقيتها وأهدافها. في المعلومات فان زيارة حسن خليل تقررت بعد الكتاب الذي وجهه حزب الله الى الرؤساء جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام وانتقد فيه الاندفاعة نحو المفاوضات. وقد اثار الكتابُ المذكور امتعاضَ الرئيس بري شكلا ومضموناً. في الشكل استغرب الرئيس بري كيف تم وضعُه في نفس الخانة مع رئيس الحكومة، كما استغرب طريقة َ صياغة الكتاب والانتقادات الضمنية َ الواردة َ فيه. وعليه فانه قرّر ارسالَ حسن خليل الى العاصمة الايرانية لمعرفة حقيقة الموقف الايراني من المفاوضات، وليتأكد ما اذا كان موقفُ الحزب يتماهى تماماً وفي كل التفاصيل مع موقف المسؤولين الايرانيين ام لا. توازيا، شنت طهران، بواسطة صحيفة “طهران تايمز” التابعة للنظام، هجوما قاسيا وعنيفاً على الاجراءات النقدية الاخيرة لمصرف لبنان، معتبرة انه تخلى فعلياً عن سلطته لمصلحة واشنطن، وانه تطوّع لمراقبة اللبنانيين واذلالهم، كما اعتبرت ان كلَ صرّاف تحوّل بفضل تعاميم مصرف لبنان مكتبَ استخبارات. ووصل الامر بالصحيفة المذكورة الى القول إن لبنان واقعٌ تحت احتلال فعلي. فهل من وقاحة اكثر من هذه الوقاحة؟ وهل مطلوب ان يبقى لبنان تحت رحمة اقتصاد الكاش وتبييض الاموال حتى ترضى ايران، وحتى تتمكن من تحقيق مخطاطاتها الجهنيمة فيه؟ في الاثناء انشغل لبنان في عطلة نهاية الاسبوع بمعركة نقابة المحامين التي شهدت اقبالا كثيفاً من المحامين الراغبين في ممارسة حقهم الديمقراطي, ما انعكس على اجواء المعركة التي تميزت بحماسة لافتة. وقد انتهى اليومُ الانتخابي الطويل بفوز عماد مارتينوس المدعوم من القوات اللبنانية، بمنصب نقيب المحامين، وهو امر يرتقب ان تكون له تداعيات ايجابية نقايبا في المرحلة المقبلة.
