البركة البابوية حلت، ومرحلة جديدة بدأت في لبنان. إذ لم تمض ساعات قليلة على مغادرة البابا لاوون الرابع عشر بيروت، حتى اتخذ القرار المنتظر والمطلوب منذ فترة: تعيين مدني لبناني في لجنة الميكانيزم، بحيث أصبح السفير سيمون كرم رئيسا للوفد اللبناني. أهمية القرار أنه صادر عن رئيس الجمهورية بعد التشاور، وبالتنسيق مع رئيسي مجلس النواب والحكومة، ما يعني أنه ليس في إمكان أي مكون، ولا سيما المكون الشيعي، أن يتنصل منه. علما أن موقف حزب الله من الموضوع لا يزال غامضا.
فأنصار الحزب تناقلوا دعوات على وسائل التواصل الإجتماعي للتظاهر ضد قرار رئيس الجمهورية، لكن التظاهرة لم تحصل واقتصرت على بعض الدراجات النارية فيما التزم حزب الله الصمت حتى الآن، ربما في انتظار كلمة الشيخ نعيم قاسم الجمعة المقبل.
إسرائيل حاولت استغلال الفرصة، فأعلنت حكومتها أن نتانياهو سيرسل مبعوثين للقاء مسؤولين حكوميين في لبنان من أجل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الإقتصادي.
لكن بمعزل عن الموقف الإسرائيلي، الثابت أن ما حصل وسيحصل في الناقورة بدءا من اليوم ليس أمرا عاديا، بل يسجل انتقال الميكانيزم من الإطار العسكري الصرف إلى إطار مدني، وهو ما يتماشى مع خطة الرئيس ترامب لإرساء اتفاق سلام شامل في الشرق الأوسط.